تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٢
إن الذين لا يؤمنون بالاخرة ليسمون الملئكة تسمية الأنثى (27) وما لهم به ى من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغنى من الحق شيا (28) فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحيوة الدنيا (29) ذا لك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ى وهو أعلم بمن اهتدى (30)) ثم خاطب سبحانه المشركين فقال: (أفرءيتم) أيها الزاعمون أن (اللت والعزى ومنوة) آلهة؟ وهي مؤنثات، فاللات كانت لثقيف بالطائف، وقيل: كانت بنخلة يعبدها قريش (1)، والعزى كانت لغطفان، ومناة كانت لهذيل وخزاعة. وقيل:
هن أصنام من حجارة كانت في الكعبة يعبدونها (2)، و (الأخرى) صفة ل‍ (منوة)، وهي ذم، أي: المتأخرة الوضيعة المقدار، ويمكن أن تكون الأولية والتقدم عندهم اللات والعزى.
وكانوا يقولون: إن الملائكة وهذه الأصنام بنات الله، فقيل لهم: (ألكم الذكر وله الأنثى)، ويمكن أن يراد: أن الأصنام الثلاثة إناث وقد جعلتموهن شركاء لله، وقد استنكفتم من أن يولد لكم الإناث وينسبن إليكم، فكيف سميتم الإناث آلهة وأنتم قوم لو خيرتم لاخترتم الذكور؟! (تلك إذا قسمة ضيزى) جائرة غير معتدلة، من: ضازه يضيزه إذا ضامه، والأصل: " ضوزى " ففعل بها ما فعل ب‍ " بيض " و " عين " لتسلم الياء، وقرئ بالهمزة (3) من: ضأزه.
و (هى) ضمير الأصنام، والمعنى: ما (هى إلا أسمآء) ليس تحتها في

(1) قاله ابن زيد. راجع تفسير الطبري: ج 11 ص 520.
(2) حكاه الطبري في تفسيره: ج 11 ص 521 ونسبه إلى بعض أهل البصرة.
(3) قرأه ابن كثير وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 615.
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»