تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٣
قال ابن مسعود: والذي نفسي بيده رأيت حراء بين فلقتي القمر (1).
وعن ابن عباس: انشق القمر فلقتين ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينادي: " يا فلان ويا فلان اشهدوا " (2) (3).
(وإن يروا ءاية يعرضوا) عن الانقياد لصحتها (ويقولوا سحر مستمر) (4) قوي محكم، من قولهم: استمر مريرة، وقيل: مستمر: مار ذاهب يزول ولا يبقى؛ تمنية لنفوسهم وتعليلا (5). (واتبعوا أهوآءهم) وما زين لهم الشيطان من دفع الحق بعد ظهوره (وكل أمر مستقر) أي: كل أمر لا بد أن يصير إلى غاية ليستقر عليها، وإن أمر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سيصير إلى غاية يتبين عندها أنه حق أو باطل، وسيظهر لهم عاقبته. وقرئ: " مستقر " بالجر (6) عطفا على (الساعة) أي: اقتربت الساعة واقترب كل أمر مستقر يستقر ويتبين حاله.
(ولقد جآءهم من الأنبآء) أي: من القرآن المودع أنباء الآخرة، أو أنباء القرون الماضية (ما فيه مزدجر) أي: ازدجار، أو: موضع ازدجار عن الكفر وتكذيب الرسل. (حكمة بلغة) بدل من " ما "، أو: على هو حكمة (فما تغن النذر) نفي أو إنكار، معناه: وأي غناء تغني النذر.
(فتول عنهم) لعلمك بأن الإنذار لا يغني فيهم (يوم يدع الداع) انتصبت

(١) أخرجه عنه السيوطي أيضا في الدر وعزاه إلى احمد وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وابن مردويه وأبي نعيم.
(٢) أخرجه عنه كذلك السيوطي في الدر وعزاه إلى أبي نعيم في الحلية.
(٣) أخرج الطبري في تفسيره: ج ١١ ص ٥٤٧ باسناده عن مجاهد: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأبي بكر: " اشهد يا أبا بكر ".
(٤) في نسخة زيادة: " دائم مطرد وقيل: مستمر ".
(٥) قاله مجاهد في تفسيره: ص ٦٣٣.
(٦) قرأه أبو جعفر المدني. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 148.
(٤٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 461 462 463 464 465 466 467 468 ... » »»