تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٨
يسمونه (عليه السلام): " ابن أبي كبشة " لمخالفته إياهم في الدين، كما خالف أبو كبشة غيره في عبادة الشعرى.
وعاد الأولى: قوم هود، وعاد الأخرى: إرم، وقيل: الأولى القدماء لأنهم أولى الأمم هلاكا بعد قوم نوح (١). وقرئ: " عاد لولى " بإدغام التنوين في اللام وطرح همزة " أولى " ونقل ضمتها إلى لام التعريف (٢). وقرئ: " وثمودا " (٣) (وثمود).
(و) أهلكنا (قوم نوح من قبل) عاد وثمود (إنهم كانوا هم أظلم وأطغى) لأنهم كانوا يؤذونه ويضربونه حتى لا يكون به حراك، وما أثر فيهم دعاؤه قريبا من ألف سنة.
(والمؤتفكة) أي: والقرى التي ائتفكت بأهلها أي: انقلبت، وهم قوم لوط (أهوى) أي: رفعها إلى السماء على جناح جبرئيل ثم أهواها إلى الأرض أي:
أسقطها، (فغشها) أي: فألبسها من العذاب (ما غشى) وهو تهويل لما صب عليها من العذاب وأمطر عليها من الحجارة المسومة. (فبأي ءالاء ربك تتمارى) تتشكك أيها الإنسان؟ وقد عدد سبحانه نعما ونقما وسماها كلها آلاء؛ لما في نقمه من العبر للمعتبرين.
(هذا) القرآن إنذار من جنس الإنذارات (الأولى)، أو: هذا الرسول منذر من المنذرين الأولين، وإنما قال: (الأولى) على تأويل الجماعة.
(أزفت الآزفة) قربت الموصوفة بالقرب في قوله: ﴿اقتربت الساعة﴾ (4).

(١) قاله ابن زيد. راجع تفسير الطبري: ج ١١ ص ٥٣٨.
(٢) قرأه نافع وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة: ص ٦١٥.
(٣) والتنوين هي قراءة الجمهور إلا حمزة وعاصما برواية حفص عنه. راجع المصدر السابق.
(٤) القمر: ١.
(٤٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 461 462 463 464 ... » »»