تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٩١
والمعنى: لولا كراهة أن تهلكوا ناسا مؤمنين بين ظهراني المشركين مختلطين بهم، وأنتم غير عارفين بهم، فيصيبكم بإهلاكهم مكروه ومشقة لما كف (أيديهم عنكم وأيديكم عنهم) فحذف جواب " لولا " لدلالة الكلام عليه، ويجوز أن يكون (لو تزيلوا) كالتكرير ل‍ (لولا رجال مؤمنون) لرجوعهما إلى معنى واحد، ويكون الجواب (لعذبنا)، والمعرة التي كانت تصيبهم إذا قتلوهم هي وجوب الدية والكفارة وسوء مقالة المشركين: إنهم فعلوا بأهل دينهم مثل ما فعلوا بنا، وقوله: (ليدخل الله في رحمته) تعليل لما دلت عليه الآية، كأنه قال: كان الكف ومنع التعذيب ليدخل الله في توفيقه للخير والطاعة مؤمنيهم، أو: ليدخل في الإسلام من رغب فيه من مشركيهم (لو تزيلوا) لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض، من: زاله يزيله (لعذبنا الذين كفروا) من أهل مكة بأيديكم وبالسيف، ولكن الله يدفع عن الكفار بالمؤمنين وحرمة اختلاطهم بهم.
(إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجهلية فأنزل الله سكينته على رسوله ى وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلهآ وكان الله بكل شىء عليما (26) لقد صدق الله رسوله الرءيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شآء الله ءامنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذا لك فتحا قريبا (27) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا (28) محمد رسول الله والذين معه أشدآء على الكفار رحمآء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذا لك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطه فازره فاستغلظ فاستوى
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 397 ... » »»