تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٩
الأبيات، فقال علي (عليه السلام):
أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره (١) فضرب مرحبا فقتله، وكان الفتح (٢).
وقوله: (ولتكون ءاية للمؤمنين) اعتراض، أي: وليكون ذلك آية فعل ذلك، ويجوز أن يكون المعنى: وعدكم المغانم فجعل هذه الغنيمة وكف الأعداء لينفعكم بها، ولتكون آية للمؤمنين إذا وجدوا وعد الله بها صادقا؛ لأن الإخبار بالمغيبات معجزة وآية (ويهديكم صراطا مستقيما) أي: ويزيدكم بصيرة وثقة - بفضل الله - ويقينا. (وأخرى) أي: ووعدكم الله مغانم أخرى (لم تقدروا عليها) بعد، وهي مغانم هوازن في غزوة حنين (قد أحاط الله بها) أي: قد قدر عليها واستولى، وأظهركم عليها وغنمكموها.
(ولو قتلكم الذين كفروا لولوا الأدبر) هذا من العلم بالمعدوم، علم سبحانه ما لم يكن أن لو كان كيف يكون. (سنة الله) في موضع المصدر المؤكد، أي: سن الله جل جلاله غلبة أنبيائه سنة، وهو كقوله: ﴿كتب الله لأغلبن أنا ورسلى﴾ (3).
(وهو الذي كف أيديهم) يعني: أيدي أهل مكة (عنكم وأيديكم عنهم) بالنهي (ببطن مكة) يوم الحديبية، وذلك أنهم بعثوا أربعين رجلا ليصيبوا من المسلمين، فأسروا فخلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبيلهم.

(١) السندرة: مكيال كبير.
(٢) أنظر تاريخ الطبري: ج ٣ ص ١١ وما بعده من حوادث سنة سبع من الهجرة عن بريدة الأسلمي.
(٣) المجادلة: ٢١.
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»