تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٠
وعن عبد الله بن المغفل: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالسا في ظل شجرة وبين يديه علي (عليه السلام) يكتب كتاب الصلح، فخرج ثلاثون شابا عليهم السلاح، فدعا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذ الله أبصارهم، فقمنا فأخذناهم، فخلى (عليه السلام) سبيلهم (1).
وقرئ: (بما تعملون) بالتاء والياء (2). (والهدى) عطف على الضمير المنصوب في (وصدوكم) أي: وصدوا (الهدى معكوفا) محبوسا عن (أن يبلغ محله) وهو مكانه الذي يحل فيه نحره، أي: يجب، وبعض الحديبية من الحرم، وروي: أن مضارب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في الحل ومصلاه في الحرم (3).
(ولولا رجال مؤمنون) مستضعفون كانوا بمكة بين الكفار (ونسآء مؤمنت) كذلك (لم تعلموهم) صفة لرجال ونساء جميعا، و (أن تطئوهم) بدل اشتمال منهم، أو: من الضمير المنصوب في (تعلموهم)، (فتصيبكم منهم معرة) هي مفعلة، من: عره يعره: إذا دهاه ما يكرهه ويشق عليه (بغير علم) متعلق ب‍ (أن تطئوهم) يعني: أن تطئووهم غير عالمين بهم، والوطء عبارة عن الإيقاع والإبادة، وقال:
ووطئتنا وطأ على حنق * وطأ المقيد نابت الهرم (4)

(1) أخرجه عنه السيوطي في الدر المنثور: ج 7 ص 532 وعزاه إلى احمد والنسائي والحاكم وابن جرير وأبي نعيم وابن مردويه.
(2) وبالياء هي قراءة أبي عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 604.
(3) رواه أحمد في مسنده: ج 4 ص 326 باسناده إلى المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ضمن حديث طويل.
(4) للحارث بن وعلة الذهلي، وفي اللسان نسبه إلى زهير ولم نعثر عليه في ديوانه. أنظر شرح شواهد الكشاف للأفندي: ص 291.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»