تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٥
أي: شده وأعانه وقواه، وقرئ: " فأزره " (1) أي: شد أزره (فاستغلظ) فصار من الدقة إلى الغلظة (فاستوى على سوقه) جمع ساق أي: فاستقام على قصبه، وهذا مثل ضربه الله لبدء أمر الإسلام وترقيه في الزيادة إلى أن قوي وعلا أمره (يعجب الزراع) أي: يروع ذلك الزرع الأكرة الذين زرعوه (ليغيظ بهم الكفار) هذا تعليل لما دل عليه تشبيههم بالزرع في نمائهم وترقيهم في القوة والاستكمال وتظاهرهم، ويجوز أن يكون تعليلا لقوله: (وعد الله الذين ءامنوا) لأن الكفار إذا سمعوا ما أعد الله لهم في الآخرة من الأجر مع ما ينيلهم في الدنيا من العز غاظهم ذلك، أي: وعد الله من أقام منهم على الإيمان والعمل الصالح (مغفرة) لذنوبهم وثوابا (عظيما) ونعيما مقيما.
* * *

(1) وهي قراءة ابن عامر وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 605.
(٣٩٥)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الضرب (1)، الزرع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 397 398 399 400 401 ... » »»