تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٥
من السماء إلى الأرض، لألف سنة، وهو يوم من أيام الله (1) (ثم يعرج) الأمر (إليه) أي: يصير إليه، ويثبت عنده، ويكتب في صحف ملائكته كل وقت من أوقات هذه المدة ما يرتفع من ذلك الأمر إلى أن تبلغ المدة آخرها، ثم (يدبر) أيضا ليوم آخر، وهلم جرا إلى أن تقوم الساعة، وقيل: يدبر المأمور به من الطاعات وينزله مدبرا من السماء إلى الأرض، فلا يصعد إليه ذلك لقلة عمال الله المخلصين وقلة الأعمال الصاعدة، لأنه لا يوصف بالصعود إلا الخالص (2).
(ذلك علم الغيب والشهدة العزيز الرحيم (6) الذي أحسن كل شىء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين (7) ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين (8) ثم سوله ونفخ فيه من روحه ى وجعل لكم السمع والأبصار والأفدة قليلا ما تشكرون (9) وقالوا أءذا ضللنا في الارض أءنا لفي خلق جديد بل هم بلقآء ربهم كافرون (10) * قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون (11) ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صلحا إنا موقنون (12)) وقرئ: (خلقه) بفتح اللام وسكونها (3)، فالأول على الوصف لكل شيء، بمعنى: أن كل شيء خلقه فقد أحسنه، والثاني على البدل، أي: أحسن خلق كل شيء، وأحسن بمعنى " حسن "، يعني: أن جميع خلقه ومخلوقاته حسنة وإن تفاوتت إلى حسن وأحسن منه، كما قال: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن

(1) قاله ابن عباس والضحاك. راجع تفسير الطبري: ج 10 ص 231.
(2) قاله الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 507.
(3) وبالسكون قرأه ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو. راجع كتاب التيسير في القراءات للداني:
ص 177.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»