تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٤
للعطف على (يشترى)، والنصب للعطف على (ليضل) والضمير ل‍ " السبيل " لأنها مؤنثة. وقوله: (بغير علم) معناه: بغير علم بالتجارة، وبغير بصيرة بها حيث يشتري الباطل بالحق، والضلال بالهدى، ونحوه قوله: ﴿فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين﴾ (1) أي: ما كانوا بصراء بالتجارة. (ولى مستكبرا) رافعا نفسه فوق مقدارها، لا يعبأ بآياتنا، يشبه حاله حال من لم يسمعها وهو سامع (كأن في أذنيه) ثقلا. وقوله: (كأن لم يسمعها) في محل نصب حال من (مستكبرا) و (كأن) مخففة، والأصل: كأنه، والضمير للشأن (وكأن في أذنيه وقرا) حال من (كأن لم يسمعها)، ويجوز أن يكونا جميعا استئنافين.
(وعد الله حقا) مصدران مؤكدان، الأول مؤكد لنفسه والثاني مؤكد لغيره، لأن قوله: (لهم جنت النعيم) في معنى: وعدهم الله جنات النعيم، فأكد معنى الوعد بالوعد. وأما (حقا) فدال على معنى الثبات، أكد به معنى الوعد، ومؤكدهما جميعا قوله: (لهم جنت النعيم)، (وهو العزيز) الذي يقدر على كل شيء فيعطي النعيم من يشاء والبؤس من يشاء (الحكيم) الذي لا يشاء إلا ما توجبه الحكمة. هذا إشارة إلى ما ذكر من مخلوقاته.
والخلق بمعنى المخلوق، و (الذين من دونه): آلهتهم بكتهم بأن هذه الأشياء العظيمة مما خلقه الله (فأروني) ماذا خلقته آلهتكم حتى استوجبوا عندكم العبادة. ثم أضرب عن تبكيتهم إلى الشهادة عليهم بالتورط في ضلال ظاهر وعدول عن الحق.
(ولقد ءاتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غنى حميد (12) وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه

(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»