تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣١
إذا كانت لا تتناهى فالكلمات التي تقع عبارة عنها أيضا لا تتناهى.
(ما خلقكم ولا بعثكم إلا) كخلق نفس واحدة وبعثها، والمعنى: أنه يستوي في قدرته القليل والكثير، والواحد والجمع، إذ لا يشغله فعل عن فعل وشأن عن شأن (إن الله سميع) يسمع كل مسموع (بصير) يبصر كل مبصر في حال واحدة لا يشغله بعض عن بعض، فكذلك الخلق والبعث.
(ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير (29) ذا لك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه البطل وأن الله هو العلى الكبير (30) ألم تر أن الفلك تجرى في البحر بنعمت الله ليريكم من ءايته إن في ذلك لايت لكل صبار شكور (31) وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجلهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بايتنآ إلا كل ختار كفور (32) يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحيواة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور (33) إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير (34)) أي: كل واحد من (الشمس والقمر) يجري في فلكه على وتيرة واحدة، ويقطعه إلى وقت معلوم: الشمس إلى آخر السنة والقمر إلى آخر الشهر، وعن الحسن: الأجل المسمى: يوم القيامة، لأنه لا ينقطع جريهما إلا حينئذ (1).

(١) حكاه عنه الشيخ الطوسي في التبيان: ج ٨ ص ٢٨٥.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»