(ذا لك) الذي وصف من آثار صنعته وحكمته بسبب أن الله هو الحق، الثابت إلهيته، وأن الذي يدعونه من دونه باطل، وأنه (العلى الكبير) عن أن يشرك به.
(بنعمت الله) أي: بإحسانه ورحمته ليريكم بعض دلالاته على كمال قدرته (إن في ذا لك لايت لكل صبار شكور) أي: لكل مؤمن صبار على بلائه شكور لنعمائه.
الظلل: جمع الظلة، وهي كل ما أظلك من جبل أو سحاب (فمنهم مقتصد) في الإخلاص الذي كان عليه، وقيل: مؤمن قد ثبت على ما عاهد عليه الله في البحر (1)، والختار: الغدار، والختر: أسوأ الغدر وأقبحه.
(لا يجزى) أي: لا يقضي (والد عن ولده شيئا): والمعنى: " لا يجزي فيه " فحذف، و (الغرور): الشيطان.
(إن الله عنده علم الساعة) استأثر به ولم يطلع عليه أحدا (وينزل الغيث) في أيامه (2)، ويعلم نزوله في مكانه وزمانه (ويعلم ما في) أرحام الحوامل، أتام أو ناقص، أذكر أم أنثى، أواحد أم أكثر (وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا) من خير أو شر (وما تدرى نفس) أين (تموت) وجعل العلم لله، والدراية للعبد لما في الدراية من معنى الختل والحيلة، أي: لا تعرف نفس وإن عملت حيلتها ما يختص بها من كسبها وعاقبتها، فمن أين له معرفة ما عداهما؟
وعن النبي (صلى الله عليه وآله): " مفاتيح الغيب خمس " وتلا هذه الآية (3).
* * *