تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٩
أكثر الناس لا يؤمنون (59) وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين (60)) أي: نغلب (رسلنا) في الدارين بالظفر على مخالفيهم وبالحجة، ولو غلبوا في بعض الأحايين فالعاقبة لهم، و " اليوم " الثاني بدل من الأول، و الأشهاد: جمع شاهد وهم الملائكة والأنبياء والأولياء، وقرئ: (لا ينفع) بالتاء (1) والياء.
والمراد ب‍ (الهدى): ما آتاه الله في باب الدين من المعجزات والتوراة والشرائع (وأورثنا) وتركنا على (بني إسرائيل) من بعده (الكتب) أي:
التوراة (هدى وذكرى) أي: إرشادا وتذكرة، وهما مفعول لهما أو حالان.
(فاصبر إن وعد الله حق) في ضمان نصرة رسله، واستشهد بحال موسى ونصرته على فرعون وجنوده، وإبقاء آثار هداه في بني إسرائيل، فإن الله ينصرك كما نصره (واستغفر لذنبك) تعبده سبحانه بالدعاء والاستغفار ليزيد في درجاته، ويصير سنة لأمته.
(إن في صدورهم إلا كبر) أي: تكبر، وهو إرادة التقدم والرئاسة، وأن لا يكون أحد فوقهم، ولذلك عادوك ودفعوا معجزاتك، وذلك أن النبوة تحتها كل ملك ورئاسة، أو: إرادة أن تكون لهم النبوة دونك (ما هم ببلغيه) أي: ببالغي موجب الكبر ومقتضيه، وهو متعلق إرادتهم من الرئاسة أو النبوة (فاستعذ بالله) من شرهم (إنه هو السميع) لأقوالهم (البصير) بأحوالهم، وفيه تهديد.
ولما كان جدالهم وحجاجهم في آيات الله مشتملا على إنكار البعث، حجوا بخلق السماوات والأرض، لأنهم كانوا يقرون بأنه سبحانه خالقهما، وخلق الناس

(1) قرأه ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 572.
(٢٤٩)
مفاتيح البحث: البعث، الإنبعاث (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»