والإقامة، ثم ذكر الأعمال السيئة والحسنة وما يستحق على كل واحدة منهما.
وقوله: (بغير حساب) في مقابل (إلا مثلها)، معناه: أن جزاء السيئة له حساب وتقدير، فلا يزيد على المستحق، وأما جزاء العمل الصالح فبغير تقدير وحساب، بل هو زائد على المستحق بما شئت من الزيادة والكثرة.
(ويقوم مالى أدعوكم إلى النجوة وتدعوننى إلى النار (41) تدعوننى لأكفر بالله وأشرك به ى ما ليس لي به ى علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفر (42) لا جرم أنما تدعوننى إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الأخرة وأن مردنآ إلى الله وأن المسرفين هم أصحب النار (43) فستذكرون مآ أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد (44) فوقاه الله سيات ما مكروا وحاق بال فرعون سوء العذاب (45) النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب (46)) يقال: دعاه إلى الشيء وللشيء، كما قيل: هداه إلى الطريق وللطريق. (ليس لي به) أي: بربوبيته (علم) والمراد بنفي العلم نفي المعلوم، كأنه قال: وأشرك به ما ليس بإله و " ما ليس " كيف يصح أن يعلم إلها؟!
(لا جرم) سياقه على مذهب البصريين أن يجعل " لا " ردا لما دعاه إليه قومه، و " جرم " فعل بمعنى " حق "، و " أن " مع ما في حيزه فاعله، أي: حق ووجب بطلان دعوته (1)، أو: بمعنى " كسب " أي: كسب ذلك الدعاء إليه بطلان دعوته، على معنى: أنه ما حصل من ذلك إلا ظهور بطلان دعوته (2)، وقيل: " لا جرم " نظير