تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٨
رفيع الدرجت ذو العرش يلقى الروح من أمره ى على من يشآء من عباده ى لينذر يوم التلاق (١٥) يوم هم برزون لا يخفى على الله منهم شىء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار (١٦) اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب (١٧) وأنذرهم يوم الازفة إذ القلوب لدى الحناجر كظمين ما للظلمين من حميم ولا شفيع يطاع (١٨) يعلم خآئنة الأعين وما تخفي الصدور (١٩) والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه ى لا يقضون بشىء إن الله هو السميع البصير (٢٠)) (آياته) أي: مصنوعاته الدالة على كمال قدرته وتوحيده (وما يتذكر) وما يتفكر في حقيقتها ولا يتعظ بها (إلا من ينيب) أي: يرجع إلى الله ويقبل إلى طاعته، فإن المعاند لا سبيل إلى تذكره واتعاظه. ثم قال لمن ينيب: (فادعوا الله) أي: اعبدوه (مخلصين له الدين) من الشرك (ولو كره) ذلك أعداؤكم الكفار.
(رفيع الدرجت ذو العرش يلقى الروح) ثلاثة أخبار لقوله: (هو) مترتبة على قوله: (الذي يريكم)، أو أخبار مبتدأ محذوف، وهي مختلفة تعريفا وتنكيرا. و (رفيع الدرجت) مثل قوله: ﴿ذي المعارج﴾ (1) وهي مصاعد الملائكة إلى أن تبلغ العرش، وهي دليل على عزته وملكوته، وعن سعيد بن جبير:
سماء فوق سماء والعرش فوقهن (2)، وقيل: هي درجات ثوابه التي ينزلها أنبياءه وأولياءه في الجنة (3)، وقيل: هو عبارة عن رفعة شأنه وعلو سلطانه، كما أن ذات

(١) المعارج: ٣.
(٢) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ١٥٦.
(٣) قاله يحيى بن سلام. راجع تفسير القرطبي: ج ١٥ ص ٢٩٩.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»