تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٣
جعل لكم الأنعم لتركبوا منها ومنها تأكلون (79) ولكم فيها منفع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون (80) ويريكم ءايته ى فأى ءايت الله تنكرون (81)) الأصل: " فإن نرينك "، و " ما " مزيدة لتأكيد معنى الشرط، ولذلك ألحقت النون بالفعل، لا يقال: إن تكرمني أكرمك، ولكن: إما تكرمني أكرمك، وقوله:
(فإلينا يرجعون) يتعلق ب‍ (نتوفينك)، وجزاء (نرينك) محذوف وتقديره:
(فإما نرينك بعض الذي نعدهم) من العذاب في حياتك وهو القتل يوم بدر فذاك (أو نتوفينك) قبل أن يحل بهم ذلك (فإلينا يرجعون) يوم القيامة نفعل بهم ما يستحقونه، ولا يفوتنا منهم.
(من قصصنا عليك) ذكرهم وأخبارهم (ومنهم من لم نقصص عليك) ذكرهم. (لتركبوا منها) إلى الحج والغزو والهجرة من بلد إلى بلد لإقامة دين أو طلب علم، وهذه أغراض دينية تتعلق بها إرادة الحكيم، فأما الأكل فمن جنس المنافع المباحة التي لا تتعلق بها إرادته، وعلى الأنعام (وعلى الفلك) في البر والبحر (تحملون ويريكم ءايته) أي حججه وبيناته (فأى ءايت الله تنكرون) توبيخ لهم على الجحد.
(أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وءاثارا في الأرض فمآ أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (82) فلما جآءتهم رسلهم بالبينت فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به ى يستهزءون (83) فلما رأوا بأسنا قالوا ءامنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به ى مشركين (84) فلم يك ينفعهم إيمنهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده ى وخسر هنالك الكفرون (85))
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 257 258 259 ... » »»