يحىى ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (68)) (مبصرا) من الإسناد المجازي، ومعناه: لتبصروا فيه (إن الله لذو فضل) لا يوازنه فضل، وكرر ذكر " الناس " تخصيصا لكفران النعم بهم، وأنهم هم الذين لا يشكرونه. (ذلكم) المعلوم المختص بهذه الأفعال هو (الله ربكم خلق كل شىء لا إله إلا هو) هي أخبار مترادفة، أي: هو الجامع لهذه الأوصاف من الإلهية والربوبية وإنشاء الأشياء والوحدانية (فأنى تؤفكون) فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة الأصنام؟! ثم ذكر أن كل من جحد (بآيت الله) أفك كما أفكوا.
ثم وصف نفسه بأفعال أخر خاصة به، وهي أنه (جعل... الأرض) مستقرا (والسمآء بنآء) أي: قبة، ومضارب العرب: أبنيتهم؛ لأن السماء في منظر العين كالقبة المضروبة على الأرض. (فادعوه مخلصين له) الطاعة من الشرك في دعائه وعبادته، قائلين: (الحمد لله رب العلمين). (أن أسلم) أي: استسلم لأمر (رب العلمين).
(لتبلغوا أشدكم) متعلق بفعل محذوف، والتقدير: ثم يبقيكم لتبلغوا، وكذلك (لتكونوا شيوخا)، ويفعل ذلك (لتبلغوا أجلا مسمى) وهو وقت الموت، أو يوم القيامة، وقوله: (من قبل) يريد: من قبل الشيخوخة، أو: من قبل هذه الأحوال (ولعلكم تعقلون) هذه الأغراض المذكورة، وتتفكرون في العبر والحجج (فإذا قضى أمرا فإنما) يكونه من غير كلفة، جعل هذا نتيجة من قدرته على الإحياء والإماتة وسائر ما ذكر من أفعاله الدالة على أنه لا يمتنع عليه شيء من المقدورات، فكأنه قال: فلذلك الاقتدار (إذا قضى أمرا) تيسر له ولم يمتنع عليه، وكان أهون شيء وأسرعه.