تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢١٩
أي: إنك وإياهم وإن كنتم أحياء فأنتم في عداد الموتى، لأن ما هو كائن فكأن قد كان. (ثم إنكم) أي: إنك وإياهم، فغلب ضمير المخاطب على ضمير الغيب (تختصمون) فتحتج أنت عليهم بأنك قد بلغت فكذبوا.
وعن عبد الله بن عمر: لقد عشنا برهة من الدهر ونحن نرى أن هذه الآية فينا وفي أهل الكتاب، وقلنا: كيف نختصم ونبينا واحد وكتابنا واحد، حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف، فعرفت أنها فينا نزلت (1).
(فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جآءه أليس في جهنم مثوى للكفرين (32) والذي جآء بالصدق وصدق به ى أولئك هم المتقون (33) لهم ما يشآءون عند ربهم ذلك جزآء المحسنين (34) ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون (35) أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ى ومن يضلل الله فما له من هاد (36) ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام (37) ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل أفرءيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كشفت ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكت رحمته ى قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون (38) قل يقوم اعملوا على مكانتكم إنى عمل فسوف تعلمون (39) من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم (40)) (كذب على الله) بزعمه أن له ولدا وشريكا (وكذب بالصدق) و (2)

(١) رواه الحاكم في المستدرك: ج ٤ ص ٥٧٢.
(2) ليس في نسخة: الواو.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»