تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٢
(أولو كانوا) معناه: أيشفعون ولو كانوا (لا يملكون شيئا) ولا عقل لهم؟!
(قل لله الشفعة جميعا) فلا يملكها أحد إلا بتمليكه.
(وإذا ذكر الله وحده) يدور المعنى على " وحده " والمعنى: إذا أفرد الله عز اسمه بالذكر ووحد اشمأزوا، أي: نفروا وتقبضوا، وإذا ذكر معه آلهتهم استبشروا، فقابل الاشمئزاز وهو أن يمتلئ القلب غما وغيظا حتى يظهر الانقباض في الوجه بالاستبشار وهو أن يمتلئ القلب سرورا حتى تنبسط له بشرة الوجه، والعامل في (إذا ذكر) المفاجأة، وتقديره: وقت ذكر الذين من دونه فاجؤوا وقت الاستبشار.
(قل اللهم فاطر السموات والأرض علم الغيب والشهدة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون (46) ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به ى من سوء العذاب يوم القيمة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون (47) وبدا لهم سيات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به ى يستهزءون (48) فإذا مس الانسن ضر دعانا ثم إذا خولنه نعمة منا قال إنمآ أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون (49) قد قالها الذين من قبلهم فمآ أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50) فأصابهم سيات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيات ما كسبوا وما هم بمعجزين (51)) أمر الله سبحانه نبيه (عليه السلام) أن يحاكمهم إليه ليفعل بهم ما يستحقونه، فقال له: ادع بهذا الدعاء، أي: أنت تقدر على الحكم بيني وبينهم، وفيه بشارة له بالنصر والظفر، لأنه إنما أمره به للإجابة لا محال.
وعن سعيد بن المسيب: إني لأعرف موضع آية لم يقرأها أحد قط فسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه وقرأ الآية (1).

(1) حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج 5 ص 130.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»