تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٠١
تستطيع له * (من) * لطف * (الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن) * يمنحهم من ألطافه ما * (يطهر) * به * (قلوبهم) * لأنهم ليسوا من أهلها لعلمه أنها لا تنجع فيهم.
* (سمعون للكذب أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين (42) وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين (43) إنا أنزلنا التورية فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) * (44) السحت: كل مالا يحل كسبه، وهو من سحته: إذا استأصله، لأنه مسحوت البركة كما قال الله: * (يمحق الله الربوا) * (1)، وقرئ: " السحت " مخففا ومثقلا (2).
وفي الحديث: " كل لحم نبت على السحت فالنار أولى به " (3).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا تحاكم إليه أهل الكتاب مخيرا بين أن يحكم بينهم وبين أن لا يحكم، وهذا التخيير عندنا ثابت للأئمة في الشرع (4). * (وإن تعرض) * عن الحكم بينهم * (فلن يضروك شيئا) * أي: لا يقدرون على إضرار بك في دين أو

(١) البقرة: ٢٧٦.
(٢) وهي قراءة ابن كثير والبصريين والكسائي. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٣٨٦، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٢٤٣.
(٣) الكامل في الضعفاء لابن عدي: ج ٥ ص ١٩٣٦.
(٤) راجع التبيان: ج ٣ ص ٥٢٩. قال الزجاج في معاني القرآن ما لفظه: أجمعت العلماء على أن هذه الآية تدل على أن النبي مخير بها في الحكم بين أهل الذمة.
(٥٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 ... » »»