القراءة بالنصب يكون الهزؤ من أهل الكتاب خاصة، وفصل بين المستهزئين منهم والكفار وإن كانوا - أيضا - كفارا إطلاقا للكفار على المشركين خاصة * (واتقوا الله) * في موالاة الكفار * (إن كنتم مؤمنين) * حقا * (اتخذوها) * الضمير للصلاة أو للمناداة، وكانوا إذا أذن المؤذن للصلاة تضاحكوا فيما بينهم * (لا يعقلون) * لأن هزؤهم ولعبهم من أفعال السفهاء فكأنه لا عقل لهم.
* (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون) * (59) أي: ما تعيبون منا وتنكرون * (إلا) * الإيمان * (بالله) * والكتب المنزلة كلها * (وأن أكثركم فاسقون) * فيه وجوه: أن يكون عطفا على * (أن آمنا) * أي:
ما تنقمون منا إلا مخالفتكم حيث دخلنا في الإيمان وأنتم خارجون منه، ويجوز أن يكون عطفا على المجرور أي: إلا الإيمان بالله وبأن أكثركم فاسقون، ويجوز أن يكون تعليلا معطوفا على تعليل محذوف أي: ما تنقمون منا إلا الإيمان لقلة إنصافكم ولأنكم فاسقون (1).
* (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل) * (60) سورة المائدة / 60 - 61 * (ذلك) * إشارة إلى المنقوم ولابد من حذف مضاف، والتقدير: هل أنبئكم بشر من أهل ذلك أو بشر من ذلك دين من لعنه الله، وضعت المثوبة موضع العقوبة، ومنه قوله: * (فبشرهم بعذاب أليم) * (2)، وكان اليهود يزعمون أن المسلمين