تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٠٥
* (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة وا حدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون (48) وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون (49) أفحكم الجهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) * (50) * (وأنزلنا إليك الكتاب) * أي: القرآن، والتعريف فيه للعهد، وفي * (الكتب) * بعده للجنس، لأن المعنى: * (مصدقا لما بين يديه من) * التوراة والإنجيل وكل كتاب أنزل من السماء سواه * (ومهيمنا عليه) * أي: رقيبا على سائر الكتب لأنه يشهد لها بالصحة * (ولا تتبع أهواءهم) * ضمن معناه معنى لا تنحرف ولذلك عدي ب‍ " عن " كأنه قيل: ولا تنحرف * (عما جاءك من الحق) * متبعا أهواءهم * (لكل جعلنا منكم) * أيها الناس * (شرعة) * أي: شريعة * (ومنهاجا) * طريقا واضحا في الدين تجرون عليه (1)، وفيه دليل على أنا غير متعبدين بشرائع من كان قبلنا من الأنبياء * (ولو شاء الله لجعلكم أمة وا حدة) * أي: جماعة متفقة على شريعة واحدة أو ذوي أمة واحدة أي: دين واحد لا اختلاف فيه، * (ولكن) * أراد * (ليبلوكم في ما آتاكم) * من الشرائع المختلفة، هل تعملون بها معتقدين أنها مصالح لكم قد

(١) راجع الأقوال الواردة فيهما اعراب القرآن للنحاس: ج ٢ ص ٢٣ - ٢٤، وفي معناهما اللغوي التبيان: ج ٣ ص ٥٤٤.
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»