تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٩٩
* (من بعد ظلمه) * أي: سرقته * (وأصلح) * أمره بالتفصي عن التبعات * (فإن الله يتوب عليه) * ويسقط عنه عقاب (1) الآخرة.
* (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسرعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سمعون للكذب سمعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظيم) * (41) وقرئ: " لا يحزنك " بضم الياء (2) أي: لا يهمنك مسارعة المنافقين * (الذين يسرعون في) * إظهار * (الكفر) * بما يلوح من (3) حالهم من آثار الكيد للإسلام * (ومن الذين هادوا) * أي: ومن اليهود قوم * (سمعون) * فيكون منقطعا عما قبله، ويجوز أن يكون عطفا على قوله: * (من الذين قالوا) * وارتفع * (سمعون) * على " هم سماعون "، والضمير للمنافقين واليهود أو لليهود (4)، ومعنى * (سمعون للكذب) *: قابلون لما يفتريه الأحبار من الكذب على الله وتحريف التوراة، ونحوه: " سمع الله لمن حمده "، * (سمعون لقوم آخرين لم يأتوك) * يعني: اليهود الذين لم يصلوا إلى مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) لشدة عداوتهم إياه، أي: قابلون من الأحبار ومن أولئك المفرطين في العداوة، وقيل: معناه: سماعون إليك ليكذبوا عليك بأن يزيدوا فيما سمعوا منك وينقصوا ويغيروا، سماعون منك لأجل قوم

(١) في نسخة: عذاب.
(٢) قرأه نافع. راجع تفسير القرطبي: ج ٦ ص ١٨١.
(3) في نسخة: في.
(4) في نسخة بزيادة: منفردا.
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»