تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٠٣
* (ثمنا قليلا) * وهو الرشوة وابتغاء الجاه وطلب الرياسة كما فعله اليهود * (ومن لم يحكم بما أنزل الله) * مستهينا به * (فأولئك هم الكافرون) * والظالمون والفاسقون وصف لهم بالعتو في كفرهم وظلمهم بآيات الله بالاستهانة بها وتمردهم في فسقهم بأن حكموا بغيرها، وعن ابن عباس: من جحد حكم الله كفر، ومن لم يحكم به وهو مقر فهو ظالم فاسق (1).
وعن حذيفة: أنتم أشبه الأمم سمتا ببني إسرائيل، لتركبن طريقهم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة (2)، غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا (3).
* (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) * (45) المعطوفات كلها قرئت بالنصب والرفع (4)، وقرئت بالنصب إلا " والجروح قصاص " فإنه بالرفع (5)، فالرفع للعطف على محل * (أن النفس) * لأن المعنى:
* (وكتبنا عليهم فيها) * النفس بالنفس: إما لإجراء * (كتبنا) * مجرى " قلنا "، وإما لأن معنى الجملة التي هي قوله: * (النفس بالنفس) * مما يقع عليه الكتاب كما يقع عليه القراءة تقول: كتبت " الحمد لله " وقرأت " سورة أنزلناها "، ولذلك قال الزجاج: لو

(١) تفسير ابن عباس: ص ١٧٩.
(٢) القذذ: ريش السهم، الواحدة قذة، وحذوت النعل بالنعل حذوا: إذا قدرت كل واحدة على صاحبتها، يقال: حذو القذة بالقذة. (الصحاح: مادتي قذذ وحذا).
(٣) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ١ ص ٦٣٨.
(٤) قرأ الكسائي وحده بالرفع والباقون بالنصب. راجع التبيان: ج ٣ ص ٥٣٥، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 386.
(5) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد:
ص 244، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 386.
(٥٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 ... » »»