تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٠٢
دنيا * (بالقسط) * أي: بالعدل كما حكم (عليه السلام) بالرجم * (وكيف يحكمونك) * تعجيب سورة المائدة / 44 و 45 من تحكيمهم لمن لا يؤمنون به وبكتابه مع أن الحكم منصوص عليه في كتابهم * (ثم يتولون من بعد ذلك) * وهو إشارة إلى حكم الله في التوراة، ويتركون الحكم به، وقيل: ثم يتولون من بعد تحكيمك عن حكمك الموافق لما في كتابهم لا يرضون به (1) * (وما أولئك بالمؤمنين) * بكتابهم كما يدعون * (فيها هدى) * يهدي للحق والعدل * (ونور) * يبين ما استبهم (2) من الأحكام * (الذين أسلموا) * صفة للنبيين على سبيل المدح، وفيه تعريض باليهود وأنهم بعداء عن الإسلام الذي هو دين الأنبياء كلهم قديما وحديثا، وقوله: * (للذين هادوا) * يدل على ذلك * (والربانيون والأحبار) * أي: والزهاد والعلماء من ولد هارون الذين التزموا طريقة النبيين وجانبوا دين اليهود * (بما استحفظوا من كتب الله) * بما سألهم أنبياؤهم حفظه من التوراة، أي: بسبب إيصائهم إياهم أن يحفظوه من التغيير والتبديل، و * (من) * في * (من كتب الله) * للتبيين * (وكانوا عليه شهداء) * أي: رقباء لئلا يغيروا المعنى (3) * (يحكم) * بأحكام التوراة * (النبيون) * بين موسى وعيسى وكان بينهما ألف نبي * (للذين هادوا) * يحملونهم على أحكام التوراة ولا يتركونهم أن يعدلوا عنها كما فعله رسول الله من حملهم على حكم الرجم، وكذلك حكم * (الربانيون والأحبار) * المسلمون بسبب ما استحفظهم أنبياؤهم * (من كتب الله) * وبسبب كونهم * (عليه شهداء) *، * (فلا تخشوا الناس) * نهي للحكام عن خشيتهم غير الله في حكوماتهم وإدهانهم فيها * (ولا تشتروا) * أي: لا تستبدلوا ولا تستعيضوا بآيات الله وأحكامه

(1) قاله الزمخشري في الكشاف: ج 1 ص 636.
(2) استبهم عليه الكلام أي: استغلق. (الصحاح: مادة بهم).
(3) في نسخة: الحكم.
(٥٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 ... » »»