الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٧٩
سورة القارعة مكية. وهي عشر آيات بسم الله الرحمن الرحيم القارعة. ما القارعة. وما أدراك ما القارعة. يوم يكون الناس كالفراش المبثوث.
____________________
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي * عقيلة مال الفاحش المتشدد يعني وإنه لأجل حب المال وأن إنفاقه يثقل عليه لبخيل ممسك. أو أراد بالشديد القوي، وإنه لحب المال وإيثار الدنيا وطلبها قوي مطيق، وهو لحب عبادة الله وشكر نعمته ضعيف متقاعس، تقول: هو شديد لهذا الأمر وقوي له إذا كان مطيقا له ضابطا، أو أراد إنه لحب الخيرات غير هش منبسط ولكنه شديد منقبض (بعثر) بعث. وقرئ بحثر وبحث وبحثر وحصل على بنائهما للفاعل وحصل بالتخفيف. ومعنى حصل: جمع في الصحف أو أظهر محصلا مجموعا، وقيل ميز بين خيره وشره، ومنه قيل للمبخل المحصل. ومعنى علمه بهم يوم القيامة:
مجاراته لهم على مقادير أعمالهم لأن ذلك أثر خبره بهم. وقرأ أبو السمال: إن ربهم بهم يومئذ خبير. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة والعاديات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا ".
سورة القارعة مكية. وهي عشر آيات (بسم الله الرحمن الرحيم) الظرف نصب بمضمر دلت عليه القارعة أي تقرع (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة والتطاير إلى الداعي من كل جانب كما يتطاير الفراش إلى النار، قال جرير:
إن الفرزدق ما علمت وقومه * مثل الفراش غشين نار المصطلى وفي أمثالهم: أضعف من فراشة وأذل وأجهل. وسمي فراشا لتفرشه وانتشاره، وشبه الجبال بالعهن وهو الصوف المصبغ ألوانا لأنها ألوان، وبالمنفوش منه لتفرق أجزائها. وقرأ ابن مسعود كالصوف. الموازين جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله، أو جمع ميزان وثقلها رجحانها، ومنه حديث أبي بكر لعمر
(٢٧٩)
مفاتيح البحث: سورة القارعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»