الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٧٥
وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه.
سورة الزلزلة تسع آيات بسم الله الرحمن الرحيم إذا زلزلت الأرض زلزالها. وأخرجت الأرض أثقالها.
____________________
(وما أمروا) يعني في التوراة والإنجيل إلا بالدين الحنيفي ولكنهم حرفوا وبدلوا (وذلك دين القيمة) أي دين الملة القيمة، وقرئ وذلك الدين القيمة على تأويل الدين بالملة. فإن قلت: ما وجه قوله - وما أمروا إلا ليعبدوا الله -؟
قلت: معناه وما أمروا بما في الكتابين إلا لأجل أن يعبدوا الله على هذه الصفة. وقرأ ابن مسعود إلا أن يعبدوا بمعنى بأن يعبدوا. قرأ نافع البريئة بالهمزة والقراء على التخفيف والنبي والبرية مما استمر الاستعمال على تخفيفه ورفض الأصل. وقرئ خيار البرية جمع خير كجياد وطياب في جمع جيد وطيب. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ لم يكن كان يوم القيامة مع خير البرية مساء ومقيلا ".
سورة الزلزلة مختلف فيها. وهي تسع آيات (بسم الله الرحمن الرحيم) (زلزالها) قرئ بكسر الزاي وفتحها، فالمكسور مصدر والمفتوح اسم، وليس في الأبنية فعلان بالفتح إلا في المضاعف. فإن قلت: ما معنى زلزالها بالإضافة؟ قلت: معناه زلزالها الذي تستوجبه في الحكمة وهو مشيئة الله
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»