الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٦٨
وإلى ربك فارغب.
سورة والتين مكية. وهي ثمان آيات بسم الله الرحمين الرحيم والتين والزيتون. وطور سنين. وهذا البلد الأمين.
____________________
لصح للناصبي أن يقرأ هكذا، ويجعله أمرا بالنصب الذي هو بغض علي وعدواته (وإلى ربك فارغب) واجعل رغبتك إليه خصوصا ولا تسأل إلا فضله متوكلا عليه. وقرئ فرغب: أي رغب الناس إلى طلب ما عنده. عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ ألم نشرح فكأنما جاء بي وأنا مغتم ففرج عني ".
سورة والتين مكية. وهي ثمان آيات (بسم الله الرحمن الرحيم) أقسم بهما لأنهما عجيبان من بين أصناف الأشجار المثمرة، روي " أنه أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه: كلوا، فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوها فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس " ومر معاذ بن جبل بشجرة الزيتون فأخذ منها قضيبا واستاك به وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب بالحفرة " وسمعته يقول: " هي سواكي وسواك الأنبياء قبلي " وعن ابن عباس رضي الله عنه: هو تينكم هذا وزيتونكم. وقيل جبلان من الأرض المقدسة يقال لهما بالسريانية طور تينا وطور زيتا لأنهما منبتا التين والزيتون.
وقيل التين جبال ما بين حلوان وهمذان والزيتون جبال الشأم لأنها منابتهما كأنه قيل: ومنابت التين والزيتون.
وأضيف الطور وهو الجبل إلى سينين وهي البقعة، ونحو سينون يبرون في جواز الإعراب بالواو والياء والإقرار على الياء وتحريك النون بحركات الإعراب. والبلد مكة حماها الله. والأمين من أمن الرجل أمانة فهو أمين، وقيل أمان كما قيل كرام في كريم، وأمانته أنه يحفظ من دخله كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه، ويجوز أن يكون فعيلا
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»