الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٨٣
سورة الهمزة مكية. وهي تسع آيات بسم الله الرحمن الرحيم ويل لكل همزة لمزة. الذي جمع مالا وعدده. يحسب أن ماله أخلده.
____________________
سورة الهمزة مكية. وهي تسع آيات (بسم الله الرحمن الرحيم) الهمز الكسر كالهرم، واللمز الطعن، يقال لمزه وهمزه طعنه، والمراد الكسر من أعراض الناس والغض منهم واغتيابهم والطعن فيهم، وبناء فعلة يدل على أن ذلك عادة منه قد ضري بها، ونحوهما اللعنة والضحكة، قال:
* وإن أغيب فأنت الهامز اللمزه * وقرئ ويل للهمزة اللمزة، وقرئ ويل لكل همزة لمزة بسكون الميم وهو المسخرة الذي يأتي بالأوابد والأضاحيك فيضحك منه ويشتم. وقيل نزلت في الأخنس بن شريق وكانت عادته الغيبة والوقيعة، وقيل في أمية بن خلف، وقيل في الوليد بن المغيرة واغتيابه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وغضه منه. ويجوز أن يكون السبب خاصا والوعيد عاما ليتناول كل من باشر ذلك القبيح وليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه فإن ذلك أزجر له وأنكى فيه (الذي) بدل من كل أو نصب على الذم. وقرئ جمع بالتشديد وهو مطابق لعدده، وقيل عدده جعله عدة لحوادث الدهر. وقرئ وعدده: أي جمع وضبط عدده وأحصاه، أو جمع ماله وقومه الذين ينصرونه من قولك فلان ذو عدد وعدد إذا كان له عدد وافر من الأنصار وما يصلحهم.
وقيل وعدده معناه وعده على فك الإدغام نحو ضننوا (أخلده) وخلده بمعنى أي طول المال أمله ومناه الأماني البعيدة حتى أصبح لفرط غفلته وطول أمله يحسب أن المال تركه خالدا في الدنيا لا يموت، أو يعمل من تشييد
(٢٨٣)
مفاتيح البحث: سورة الهمزة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»