الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٨٢
سورة العصر مكية. وهي ثلاث آيات بسم الله الرحمن الرحيم والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
____________________
صلى الله عليه وسلم فيما يروى " أنه أكل هو وأصحابه تمرا وشربوا عليه ماء فقال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ". عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ ألهاكم التكاثر لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم به عليه في دار الدنيا وأعطي من الأجر كأنما قرأ ألف آية ".
سورة والعصر مكية. وهي ثلاث آيات (بسم الله الرحمن الرحيم) أقسم بصلاة العصر لفضلها بدليل قوله تعالى - والصلاة الوسطى صلاة العصر - في مصحف حفصة، وقوله عليه الصلاة والسلام " من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " ولأن التكليف في أدائها أشق لتهافت الناس في تجاراتهم ومكاسبهم آخر النهار واشتغالهم بمعايشهم، أو أقسم بالعشي كما أقسم بالضحى لما فيهما جميعا من دلائل القدرة، أو أقسم بالزمان لما في مروره من أصناف العجائب. والإنسان للجنس. والخسر الخسران كما قيل الكفر في الكفران، والمعنى: أن الناس في خسران من تجراتهم إلا الصالحين وحدهم لأنهم اشتروا الآخرة بالدنيا فربحوا وسعدوا، ومن عداهم تجروا خلاف تجارتهم فوقعوا في الخسارة والشقاوة (وتواصوا بالحق) بالأمر الثابت الذي لا يسوغ إنكاره وهو الخير كله من توحيد الله وطاعته واتباع كتبه ورسله والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة (وتواصوا بالصبر) عن المعاصي وعلى الطاعات وعلى ما يبلو الله به عباده. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة والعصر غفر الله له وكان ممن تواصى بالحق وتواصى بالصبر ".
(٢٨٢)
مفاتيح البحث: سورة العصر (1)، الخسران (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»