____________________
عاصم بن ثابت بن أفلح الأنصاري وقال: يا محمد إلى من الصبية؟ قال: إلى النار، وطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيا بأحد فرجع إلى مكة فمات. واللام في (الظالم) يجوز أن تكون للعهد يراد به عقبة خاصة، ويجوز أن تكون للجنس فيتناول عقبة وغيره. تمنى أنه لو صحب الرسول وسلك معه طريقا واحدا وهو طريق الحق ولم يتشعب به طرق الضلالة والهوى، أو أراد إني كنت ضالا لم يكن لي سبيل قط فليتني حصلت لنفسي في صحبة الرسول سبيلا. وقرئ يا ويلتي بالياء وهو الأصل لان الرجل ينادى ويلته وهى هلكته، يقول لها تعالى فهذا أو انك. وإنما قلبت الياء ألفا كما في صحارى ومدارى. فلان كناية عن الاعلام، كما أن الهن كناية عن الأجناس، فإن أريد بالظالم عقبة فالمعنى: ليتني لم أتخذ أبيا خليلا، فكنى عن اسمه وإن أريد به الجنس، فكل من اتخذ من المضلين خليلا كان لخليله اسم علم لا محالة فجعله كناية عنه (عن الذكر) عن ذكر الله أو القرآن أو موعظة الرسول ويجوز أن يريد نطقه بشهادة الحق وعزمه على الاسلام. والشيطان إشارة إلى خليله سماه شيطانا لأنه أضله كما يضل الشيطان ثم خذله ولم ينفعه في العاقبة، أو أراد إبليس وأنه هو الذي حمله على مخالة المضل ومخالفة الرسول ثم خذله، أو أراد الجنس وكل من تشيطن من الجن والإنس، ويحتمل أن يكون وكان الشيطان حكاية كلام الظالم وأن يكون كلام الله. اتخذت يقرأ على الادغام والاظهار والادغام أكثر. الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقومه قريش، حكى الله عنه شكواه قومه إليه، وفى هذه الحكاية تعظيم للشكاية وتخويف لقومه لان الأنبياء كانوا إذا التجئوا إليه وشكوا إليه قومهم حل بهم العذاب ولم ينظروا. ثم أقبل عليه مسليا ومواسيا وواعدا النصرة عليهم فقال (وكذلك) كان كل نبي قبلك مبتلى بعداوة قومه، وكفاك بي هاديا إلى طريق قهرهم والانتصار منهم وناصرا لك عليهم. مهجورا تركوه وصدوا عنه وعن الايمان به. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " من تعلم القرآن وعلمه وعلق مصحفا لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به يقول: يا رب العالمين عبدك هذا اتخذني مهجورا اقض بيني وبينه " وقيل هو من هجر إذا هذى: أي جعلوه مهجورا فيه فحذف الجار وهو على وجهين: أحدهما زعمهم أنه هذيان وباطل وأساطير الأولين، والثاني أنهم كانوا إذا سمعوه هجروا فيه كقوله تعالى - لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه - ويجوز أن يكون المهجور بمعنى الهجر كالمجلود والمعقول، والمعنى: اتخذوه هجرا. والعدو يجوز أن يكون واحدا وجمعا كقوله - فإنهم عدو لي - وقيل المعنى: وقال الرسول يوم القيامة (نزل) ههنا بمعنى أنزل لا غير كخبر وإلا كان متدافعا، وهذا أيضا من اعتراضاتهم واقتراحاتهم الدالة على شرادهم عن الحق وتجافيهم عن اتباعه، قالوا هلا أنزل عليه دفعة واحدة في وقت واحد كما أنزلت الكتب الثلاثة وماله أنزل على التفاريق؟ والقائلون قريش، وقيل اليهود وهذا فضول من القول ومماراة بما لا طائل تحته لان أمر الاعجاز