____________________
والمعنى: نعم تبعثون (وأنتم داخرون) صاغرون (فإنما) جواب شرط مقدر تقديره إذا كان ذلك فما (هي) إلا (زجرة واحدة) وهي لا ترجع إلى شئ إنما هي مبهمة موضحها خبرها، ويجوز فإنما البعثة زجرة واحدة وهي النفخة الثانية والزجرة الصحيحة من قولك: زجر الراعي الإبل أو الغنم إذا صاح عليها فريعت لصوته ومنه قوله:
زجر أبي عروة السباع إذا * أشفق أن يختلطن بالغنم يريد تصويته بها (فإذا هم) أحياء بصراء (ينظرون) يحتمل أن يكون (هذا يوم الدين) إلى قوله: احشروا من كلام الكفرة بعضهم مع بعض وأن يكون من كلام الملائكة لهم، وأن يكون يا ويلنا هذا يوم الدين كلام الكفرة، و (هذا يوم الفصل) من كلام الملائكة جوابا لهم، ويوم الدين اليوم الذي ندان فيه: أي نجازى بأعمالنا، ويوم الفصل يوم القضاء، والفرق بين فرق الهدى والضلالة (احشروا) خطاب الله للملائكة أو خطاب بعضهم مع بعض (وأزواجهم) وضرباءهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهم نظراؤهم وأشباههم من العصاة أهل الزنا مع أهل الزنا وأهل السرقة مع أهل السرقة، وقيل قرناؤهم من الشياطين، وقيل نساؤهم اللاتي على دينهم (فاهدوهم) فعرفوهم طريق النار حتى يسلكوها. هذا تهكم بهم وتوبيخ لهم بالعجز عن التناصر بعد ما كانوا على خلاف ذلك في الدنيا متعاضدين متناصرين (بل هم اليوم مستسلمون) قد أسلم بعضهم بعضا وخذله عن عجز فكلهم مستسلم غير منتصر. وقرئ لا تتناصرون بالادغام. اليمين لما كانت أشرف العضوين وأمتنهما وكانوا يتيمنون بها فبها يصافحون ويماسحون ويناولون ويتناولون ويزاولون أكثر الأمور ويتشاءمون بالشمال ولذلك سموها الشؤمى كما سموا أختها اليمنى، وتيمنوا بالسانح وتطيروا بالبارح، وكان الأعسر معيبا عندهم، وعضدت الشريعة ذلك فأمرت بمباشرة أفاضل الأمور باليمين وأراذلها بالشمال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في كل شئ، وجعلت اليمين لكاتب الحسنات والشمال لكاتب السيئات، ووعد المحسن أن يؤتى كتابه بيمينه والمسئ أن يؤتاه بشماله، استعيرت لجهة الخير وجانبه فقيل: أتاه عن اليمين: أي من قبل الخير وناحيته فصده عنه وأضله.
وجاء في بعض التفاسير: من أتاه الشيطان من جهة اليمين أتاه من قبل الدين فليس عليه الحق، ومن أتاه من جهة الشمال أتاه من قبل الشهوات، ومن أتاه من بين يديه أتاه من قبل التكذيب بالقيامة وبالثواب والعقاب، ومن أتاه من خلفه خوفه الفقر على نفسه وعلى من يخلف بعده فلم يصل رحما ولم يؤد زكاة. فإن قلت: قولهم أتاه من جهة الخير وناحيته مجاز في نفسه، فكيف جعلت اليمين مجازا عن المجاز؟ قلت: من المجاز ما غلب في الاستعمال
زجر أبي عروة السباع إذا * أشفق أن يختلطن بالغنم يريد تصويته بها (فإذا هم) أحياء بصراء (ينظرون) يحتمل أن يكون (هذا يوم الدين) إلى قوله: احشروا من كلام الكفرة بعضهم مع بعض وأن يكون من كلام الملائكة لهم، وأن يكون يا ويلنا هذا يوم الدين كلام الكفرة، و (هذا يوم الفصل) من كلام الملائكة جوابا لهم، ويوم الدين اليوم الذي ندان فيه: أي نجازى بأعمالنا، ويوم الفصل يوم القضاء، والفرق بين فرق الهدى والضلالة (احشروا) خطاب الله للملائكة أو خطاب بعضهم مع بعض (وأزواجهم) وضرباءهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهم نظراؤهم وأشباههم من العصاة أهل الزنا مع أهل الزنا وأهل السرقة مع أهل السرقة، وقيل قرناؤهم من الشياطين، وقيل نساؤهم اللاتي على دينهم (فاهدوهم) فعرفوهم طريق النار حتى يسلكوها. هذا تهكم بهم وتوبيخ لهم بالعجز عن التناصر بعد ما كانوا على خلاف ذلك في الدنيا متعاضدين متناصرين (بل هم اليوم مستسلمون) قد أسلم بعضهم بعضا وخذله عن عجز فكلهم مستسلم غير منتصر. وقرئ لا تتناصرون بالادغام. اليمين لما كانت أشرف العضوين وأمتنهما وكانوا يتيمنون بها فبها يصافحون ويماسحون ويناولون ويتناولون ويزاولون أكثر الأمور ويتشاءمون بالشمال ولذلك سموها الشؤمى كما سموا أختها اليمنى، وتيمنوا بالسانح وتطيروا بالبارح، وكان الأعسر معيبا عندهم، وعضدت الشريعة ذلك فأمرت بمباشرة أفاضل الأمور باليمين وأراذلها بالشمال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في كل شئ، وجعلت اليمين لكاتب الحسنات والشمال لكاتب السيئات، ووعد المحسن أن يؤتى كتابه بيمينه والمسئ أن يؤتاه بشماله، استعيرت لجهة الخير وجانبه فقيل: أتاه عن اليمين: أي من قبل الخير وناحيته فصده عنه وأضله.
وجاء في بعض التفاسير: من أتاه الشيطان من جهة اليمين أتاه من قبل الدين فليس عليه الحق، ومن أتاه من جهة الشمال أتاه من قبل الشهوات، ومن أتاه من بين يديه أتاه من قبل التكذيب بالقيامة وبالثواب والعقاب، ومن أتاه من خلفه خوفه الفقر على نفسه وعلى من يخلف بعده فلم يصل رحما ولم يؤد زكاة. فإن قلت: قولهم أتاه من جهة الخير وناحيته مجاز في نفسه، فكيف جعلت اليمين مجازا عن المجاز؟ قلت: من المجاز ما غلب في الاستعمال