الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٣١٣
ليعجزه من شئ في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا * ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا {سورة يس} مكية. وهي ثلاث وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
كذبوا برسلهم من الأمم قبلهم وجعل استقبالهم لذلك انتظارا له منهم، وبين أن عادته التي هي الانتقام من مكذبي الرسل عادة لا يبدلها ولا يحولها: أي لا يغيرها، وأن ذلك مفعول له لا محالة، واستشهد عليهم بما كانوا يشاهدونه في مسايرهم ومتاجرهم في رحلهم إلى الشام والعراق واليمن من آثار الماضين وعلامات هلاكهم ودمارهم (ليعجزه) ليسبقه ويفوته (بما كسبوا) بما اقترفوا من معاصيهم (على ظهرها) على ظهر الأرض (من دابة) من نسمة تدب عليها، يريد بني آدم. وقيل ما ترك بني آدم وغيرهم من سائر الدواب بشؤم ذنوبهم. وعن ابن مسعود:
كاد الجعل يعذب في جحره بذنب بن آدم، ثم تلا هذه الآية. وعن أنس: إن الضب ليموت هزلا في جحره بذنب ابن آدم. وقيل يحبس المطر فيهلك كل شئ (إلى أجل مسمى) إلى يوم القيامة (كان بعباده بصيرا) وعيد بالجزاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الملائكة دعته ثمانية أبواب الجنة أن ادخل من أي باب شئت ".
سورة يس مكية. وهي ثلاث وثمانون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) قرئ يش بالفتح كأين وكيف، أو بالنصب على أتل يس، وبالكسر على الأصل كجير، وبالرفع على هذه يس.
أو بالضم كحيث وفخمت الألف وأميلت. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: معناه يا إنسان في لغة طيئ والله أعلم بصحته، وإن صح فوجهه أن يكون أصله أبا أنيسين فكثر النداء به على ألسنتهم حتى اقتصروا على شطره
(٣١٣)
مفاتيح البحث: سورة يس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»