____________________
وخصوصية بحال تستغرب أو تهم المخاطب أو غير ذلك كما قال تأبط شرا:
بأني قد لقيت الغول تهوى * بسهب كالصحيفة صحصحان فأضربها بلا دهش فخرت * صريعا لليدين وللجران لأنه قصد أنه يصور لقومه الحالة التي تشجع فيها بزعمه على ضرب الغول كأنه يبصرهم إياها ويطلعهم على كنهها مشاهدة للتعجيب من جرأته على كل هوان وثباته عند كل شدة، وكذلك سوق السحاب إلى البلد الميت وإحياء الأرض بالمطر بعد موتها لما كانا من الدلائل على القدرة الباهرة: قيل فسقنا وأحيننا معدولا بهما عن لفظ الغيبة إلى ما هو أدخل في الاختصاص وأدل عليه. والكاف في (كذلك) في محل الرفع: أي مثل إحياء الموات نشور الأموات. وروى " أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يحيي الله الموتى وما آية ذلك في خلقه؟
وقيل يحيي الله الخلق بماء يرسله من تحت العرش كمنى الرجال تنبت منه أجساد الخلق. كان الكافرون يتعززون بالأصنام كما قال عز وجل " واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا " والذين آمنوا بألسنتهم من غير مواطأة قلوبهم كانوا يتعززون بالمشركين كما قال تعالى - الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا - فبين أن لا عزة إلا لله ولأوليائه وقال - ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين - والمعنى:
فليطلبها عند الله، فوضع قوله (فلله العزة جميعا) موضعه استغناء به عنه لدلالته عليه لان الشئ لا يطلب إلا عند صاحبه ومالكه، ونظيره قولك: من أراد النصيحة فهي عند الأبرار، تريد فليطلبها عندهم، إلا أنك أقمت ما يدل عليه مقامه، ومعنى فلله العزة جميعا: أن العزة كلها مختصة بالله عزة الدنيا وعزة الآخرة. ثم عرف أن ما نطلب به العزة هو الايمان والعمل الصالح بقوله (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) والكلم الطيب لا إله إلا الله. عن ابن عباس رضي الله عنهما: يعني أن هذه الكلم لا تقبل ولا تصعد إلى السماء فتكتب حيث تكتب الأعمال المقبولة كما قال عز وجل - إن كتاب الأبرار لفي عليين - إلا إذا اقترن بها العمل الصالح الذي يحققها ويصدقها فرفعها وأصعدها. وقيل الرافع الكلم، والمرفوع العمل لأنه لا يقبل عمل إلا من موحد. وقيل الراع هو الله تعالى، والمرفوع العمل. وقيل الكلم الطيب كل ذكر من تكبير وتسبيح وتهليل وقراءة قرآن ودعاء قرآن ودعاء واستغفار وغير ذلك.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: هو قول الرجل " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " إذا قالها العبد عرج بها الملك إلى السماء فحيا بها وجه الرحمن، فإذا لم يكن عمل صالح لم يقبل منه. وفي الحديث " لا يقبل الله قولا إلا بعمل، ولا يقبل قولا ولا عملا إلا بنية، ولا يقبل قولا وعملا ونية إلا بإصابة السنة " وعن ابن المقفع: قول بلا عمل كثريد بلا دسم وسحاب بلا مطر وقوس بلا وتر. وقرئ إليه يصعد الكلم الطيب على البناء للمفعول، وإليه يصعد الكلم الطيب على تسمية الفاعل من أصعد، والمصعد هو الرجل: أي يصعد إلى الله عز وجل الكلم الطيب وإليه يصعد الكلام الطيب. وقرئ والعمل الصالح يرفعه بنصب العمل والرافع الكلم أو الله عز وجل. فإن قلت:
بأني قد لقيت الغول تهوى * بسهب كالصحيفة صحصحان فأضربها بلا دهش فخرت * صريعا لليدين وللجران لأنه قصد أنه يصور لقومه الحالة التي تشجع فيها بزعمه على ضرب الغول كأنه يبصرهم إياها ويطلعهم على كنهها مشاهدة للتعجيب من جرأته على كل هوان وثباته عند كل شدة، وكذلك سوق السحاب إلى البلد الميت وإحياء الأرض بالمطر بعد موتها لما كانا من الدلائل على القدرة الباهرة: قيل فسقنا وأحيننا معدولا بهما عن لفظ الغيبة إلى ما هو أدخل في الاختصاص وأدل عليه. والكاف في (كذلك) في محل الرفع: أي مثل إحياء الموات نشور الأموات. وروى " أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يحيي الله الموتى وما آية ذلك في خلقه؟
وقيل يحيي الله الخلق بماء يرسله من تحت العرش كمنى الرجال تنبت منه أجساد الخلق. كان الكافرون يتعززون بالأصنام كما قال عز وجل " واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا " والذين آمنوا بألسنتهم من غير مواطأة قلوبهم كانوا يتعززون بالمشركين كما قال تعالى - الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا - فبين أن لا عزة إلا لله ولأوليائه وقال - ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين - والمعنى:
فليطلبها عند الله، فوضع قوله (فلله العزة جميعا) موضعه استغناء به عنه لدلالته عليه لان الشئ لا يطلب إلا عند صاحبه ومالكه، ونظيره قولك: من أراد النصيحة فهي عند الأبرار، تريد فليطلبها عندهم، إلا أنك أقمت ما يدل عليه مقامه، ومعنى فلله العزة جميعا: أن العزة كلها مختصة بالله عزة الدنيا وعزة الآخرة. ثم عرف أن ما نطلب به العزة هو الايمان والعمل الصالح بقوله (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) والكلم الطيب لا إله إلا الله. عن ابن عباس رضي الله عنهما: يعني أن هذه الكلم لا تقبل ولا تصعد إلى السماء فتكتب حيث تكتب الأعمال المقبولة كما قال عز وجل - إن كتاب الأبرار لفي عليين - إلا إذا اقترن بها العمل الصالح الذي يحققها ويصدقها فرفعها وأصعدها. وقيل الرافع الكلم، والمرفوع العمل لأنه لا يقبل عمل إلا من موحد. وقيل الراع هو الله تعالى، والمرفوع العمل. وقيل الكلم الطيب كل ذكر من تكبير وتسبيح وتهليل وقراءة قرآن ودعاء قرآن ودعاء واستغفار وغير ذلك.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: هو قول الرجل " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " إذا قالها العبد عرج بها الملك إلى السماء فحيا بها وجه الرحمن، فإذا لم يكن عمل صالح لم يقبل منه. وفي الحديث " لا يقبل الله قولا إلا بعمل، ولا يقبل قولا ولا عملا إلا بنية، ولا يقبل قولا وعملا ونية إلا بإصابة السنة " وعن ابن المقفع: قول بلا عمل كثريد بلا دسم وسحاب بلا مطر وقوس بلا وتر. وقرئ إليه يصعد الكلم الطيب على البناء للمفعول، وإليه يصعد الكلم الطيب على تسمية الفاعل من أصعد، والمصعد هو الرجل: أي يصعد إلى الله عز وجل الكلم الطيب وإليه يصعد الكلام الطيب. وقرئ والعمل الصالح يرفعه بنصب العمل والرافع الكلم أو الله عز وجل. فإن قلت: