____________________
شفعاؤنا عند الله. وقرئ بينات (أن تزولا) كراهة أن تزولا أو يمنعهما من أن تزولا لان الامساك منع (إنه كان حليما غفورا) غير معاجل بالعقوبة حيث يمسكها وكانتا جديرتين بأن تهد هدا لعظم كلمة الشرك كما قال - تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض - وقرئ " ولو زالتا ". وإن أمسكهما جواب القسم في ولئن زالتا سد مسد الجوابين، ومن الأولى مزيدة لتأكيد النفي والثانية للابتداء (من بعده) من بعد إمساكه. وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال لرجل مقبل من الشام: من لقيت به؟ قال: كعبا، قال: وما سمعته يقول؟ قال: سمعه يقول: إن السماوات على منكب ملك، قال: كذب كعب، أما ترك يهوديته بعد؟ ثم قرأ هذه الآية. بلغ قريشا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم فقالوا: لعن الله اليهود والنصارى أتتهم الرسل فكذبوهم، فوالله لئن أتانا رسول لنكونن أهدى من إحدى الأمم، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبوه. وفي (إحدى الأمم) وجهان: أحدهما من بعض الأمم ومن واحدة من الأمم من اليهود والنصارى وغيرهم.
والثاني من الأمة التي يقال لها إحدى الأمم تفضيلا لها على غيرها في الهدى والاستقامة (ما زادهم) إسناد مجازي لأنه هو السبب في أن زادوا أنفسهم نفورا عن الحق وابتعادا عنه كقوله تعالى - فزادتهم رجسا إلى رجسهم (استكبارا) بدل من نفورا أو مفعول له على معنى فما زادهم إلا أن نفروا استكبارا وعلوا (في الأرض) أو حال بمعنى مستكبرين وماكرين برسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. ويجوز أن يكون (ومكر السيئ) معطوفا على نفورا. فإن قلت: فما وجه قوله - ومكر السيئ - قلت: أصله وأن مكروا السيئ: أي المكر السيئ ثم ومكرا السيئ ثم ومكر السيئ، والدليل عليه قوله تعالى (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) ومعنى يحيق يحيط وينزل. وقرئ ولا يحيق المكر السيئ: أي لا يحيق الله ولقد حاق بهم يوم بدر. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تمكروا ولا تعينوا ماكرا فإن الله تعالى يقول: ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، ولا تبغوا ولا تعينوا باغيا يقول الله تعالى: إنما بغيكم على أنفسكم " وعن كعب أنه قال لابن عباس رضي الله عنهما: قرأت في التوراة من حفر مغواة وقع فيها، قال: أنا وجدت ذلك في كتاب الله وقرأ الآية. وفي أمثال العرب: من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا. وقرأ حمزة ومكر السيئ بإسكان الهمزة وذلك لاستثقاله الحركات مع الياء والهمزة، ولعله اختلس فظن سكونا أو وقف خفيفة ثم ابتدأ ولا يحيق. وقرأ ابن مسعود ومكرا سيئا (سنة الأولين) إنزال العذاب على الذين
والثاني من الأمة التي يقال لها إحدى الأمم تفضيلا لها على غيرها في الهدى والاستقامة (ما زادهم) إسناد مجازي لأنه هو السبب في أن زادوا أنفسهم نفورا عن الحق وابتعادا عنه كقوله تعالى - فزادتهم رجسا إلى رجسهم (استكبارا) بدل من نفورا أو مفعول له على معنى فما زادهم إلا أن نفروا استكبارا وعلوا (في الأرض) أو حال بمعنى مستكبرين وماكرين برسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. ويجوز أن يكون (ومكر السيئ) معطوفا على نفورا. فإن قلت: فما وجه قوله - ومكر السيئ - قلت: أصله وأن مكروا السيئ: أي المكر السيئ ثم ومكرا السيئ ثم ومكر السيئ، والدليل عليه قوله تعالى (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) ومعنى يحيق يحيط وينزل. وقرئ ولا يحيق المكر السيئ: أي لا يحيق الله ولقد حاق بهم يوم بدر. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تمكروا ولا تعينوا ماكرا فإن الله تعالى يقول: ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، ولا تبغوا ولا تعينوا باغيا يقول الله تعالى: إنما بغيكم على أنفسكم " وعن كعب أنه قال لابن عباس رضي الله عنهما: قرأت في التوراة من حفر مغواة وقع فيها، قال: أنا وجدت ذلك في كتاب الله وقرأ الآية. وفي أمثال العرب: من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا. وقرأ حمزة ومكر السيئ بإسكان الهمزة وذلك لاستثقاله الحركات مع الياء والهمزة، ولعله اختلس فظن سكونا أو وقف خفيفة ثم ابتدأ ولا يحيق. وقرأ ابن مسعود ومكرا سيئا (سنة الأولين) إنزال العذاب على الذين