ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شئ عالمين. ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين.
وأيوب إذ نادى ربه أنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين.
وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين. وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من
____________________
كان مع سليمان عليه السلام، وفى قوله (وكلا آتينا حكما وعلما) دليل على أنهما جميعا كانا على الصواب (يسبحن) حال بمعنى مسبحات أو استئناف كأن قائلا قال: كيف سخرهن؟ فقال يسبحن (والطير) إما معطوف على الجبال أو مفعول معه. فإن قلت: لم قدمت الجبال على الطير؟ قلت: لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب وأدل على القدرة وأدخل في الإعجاز لأنها جماد والطير حيوان إلا أنه غير ناطق. روى أنه كان يمر بالجبال مسبحا وهى تجاوبه. وقيل كانت تسير معه حيث سار. فإن قلت: كيف تنطق الجبال وتسبح؟ قلت: بأن يخلق الله فيها الكلام كما خلقه في الشجرة حين كلم موسى. وجواب آخر، وهو أن يسبح من رآها تسير بتسير الله فلما حملت على التسبيح وصفت به (وكنا فاعلين) أي قادرين على أن نفعل هذا وإن كان عجبا عندكم. وقيل وكنا نفعل بالأنبياء مثل ذلك. اللبوس اللباس، قال: * البس لكل حاله لبوسها * والمراد الدرع. قال قتادة: كانت صفائح، فأول من سردها وحلقها داود فجمعت الخفة والتحصين (لتحصنكم) قرئ بالنون والياء والتاء وتخفيف الصاد وتشديدها فالنون لله عز وجل والتاء للصنعة أو للبوس على تأويل الدرع والياء لداود أو للبوس. قرئ الريح والرياح بالرفع والنصب فيهما فالرفع على الابتداء والنصب على العطف على الجبال. فإن قلت: وصفت هذه الرياح بالعصف تارة وبالرخاوة أخرى فما التوفيق بينهما؟ قلت: كانت في نفسها رخية طيبة كالنسيم فإذا مرت بكرسيه أبعدت به في مدة يسيرة على ما قال - غدوها شهر ورواحها شهر - فكان جمعها بين الأمرين أن تكون رخاء في نفسها وعاصفة في عملها مع طاعتها لسليمان وهبوبها على حسب ما يريد ويحتكم آية إلى آية ومعجزة إلى معجزة.
وقيل كانت في وقت رخاء وفى وقت عاصفا لهبوبها على حكم إرادته. وقد أحاط علمنا بكل شئ فنجرى
وقيل كانت في وقت رخاء وفى وقت عاصفا لهبوبها على حكم إرادته. وقد أحاط علمنا بكل شئ فنجرى