إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون. قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين. قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين. قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين.
____________________
تعالى - وإن كان ذو عسرة - وقرأ ابن عباس ومجاهد (آتينا بها) وهى مفاعلة من الإتيان بمعنى المجازاة والمكافأة لأنهم أتوه بالأعمال وأتاهم بالجزاء وقرأ حميد أثبنا بها من الثواب، وفى حرف أبى: جئنا بها، وأنث ضمير المثقال لإضافته إلى الحبة كقولهم ذهبت بعض أصابعه. أي آتيناهما (الفرقان) وهو التوراة (و) أتينا به (ضياء وذكرا للمتقين) والمعنى أنه في نفسه ضياء وذكر، أو وأتيناهما بما فيه من الشرائع والمواعظ ضياء وذكرا. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: الفرقان الفتح كقوله يوم الفرقان. وعن الضحاك: فلق البحر. وعن محمد بن كعب:
المخرج من الشبهات. وقرأ ابن عباس ضياء بغير واو وهو حال عن الفرقان. والذكر: الموعظة، أو ذكر ما يحتاجون إليه في دينهم ومصالحهم أو الشرف. محل (الذين) جر على الوصفية أو نصب على المدح أو رفع عليه (وهذا ذكر مبارك) هو القرآن وبركته كثرة منافعه وغزارة خيرة. الرشد: الاهتداء لوجوه الصلاح، قال الله تعالى - فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم - وقرئ رشده. والرشد والرشد كالعدم والعدم، ومعنى إضافته إليه أنه رشد مثله وأنه رشد له شأن (من قبل) أي من قبل موسى وهرون عليهما السلام، ومعنى علمه به أنه علم منه أحوالا بديعة وأسرارا عجيبة وصفات قد رضيها وأحمدها حتى أهله لمخالته ومخالصته، وهذا كقولك في خير من الناس: أنا عالم بفلان فكلامك هذا من الاحتواء على محاسن الأوصاف بمنزل (إذ) إما أن يتعلق بآتينا أو برشده أو بمحذوف: أي أذكر من أوقات رشده هذا الوقت. قوله (ما هذه التماثيل) تجاهل لهم وتغاب ليحقر آلهتهم ويصغر شأنها مع علمه بتعظيمهم وإجلالهم لها. لم ينو للعاكفين مفعولا وأجراه مجرى ما لا يتعدى كقولك فاعلون العكوف لها أو واقفون لها. فإن قلت: هلا قيل عليها عاكفون كقوله تعالى - يعكفون على أصنام لهم -؟ قلت:
لو قصد التعدية لعداه بصلته التي هي على. ما أقبح التقليد والقول المتقبل بغير برهان وما أعظم كيد الشيطان للمقلدين حين استدرجهم إلى أن قلدوا آباءهم في عبادة التماثيل وعفروا لها جباههم وهم معتقدون أنهم على شئ وجادون في نصرة مذهبهم ومجادلون لأهل الحق عن باطلهم وكفى أهل التقليد سبة أن عبدة الأصنام منهم (أنتم) من التأكيد الذي لا يصح الكلام مع الإخلال به لأن العطف على ضمير هو في حكم بعض الفعل ممتنع ونحوه - أسكن أنت وزوجك الجنة - أراد أن المقلدين والمقلدين جميعا منخرطون في سلك ضلال لا يخفى على من به أدنى مسكة لاستناد الفريقين إلى غير دليل، بل إلى هوى متبع وشيطان مطاع، لاستبعادهم أن يكون ما هم عليه ضلال بقوا متعجبين من تضليله إياهم، وحسبوا أن ما قاله إنما قاله على وجه المزاح والمداعبة لا على طريق الجد فقالوا له.
المخرج من الشبهات. وقرأ ابن عباس ضياء بغير واو وهو حال عن الفرقان. والذكر: الموعظة، أو ذكر ما يحتاجون إليه في دينهم ومصالحهم أو الشرف. محل (الذين) جر على الوصفية أو نصب على المدح أو رفع عليه (وهذا ذكر مبارك) هو القرآن وبركته كثرة منافعه وغزارة خيرة. الرشد: الاهتداء لوجوه الصلاح، قال الله تعالى - فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم - وقرئ رشده. والرشد والرشد كالعدم والعدم، ومعنى إضافته إليه أنه رشد مثله وأنه رشد له شأن (من قبل) أي من قبل موسى وهرون عليهما السلام، ومعنى علمه به أنه علم منه أحوالا بديعة وأسرارا عجيبة وصفات قد رضيها وأحمدها حتى أهله لمخالته ومخالصته، وهذا كقولك في خير من الناس: أنا عالم بفلان فكلامك هذا من الاحتواء على محاسن الأوصاف بمنزل (إذ) إما أن يتعلق بآتينا أو برشده أو بمحذوف: أي أذكر من أوقات رشده هذا الوقت. قوله (ما هذه التماثيل) تجاهل لهم وتغاب ليحقر آلهتهم ويصغر شأنها مع علمه بتعظيمهم وإجلالهم لها. لم ينو للعاكفين مفعولا وأجراه مجرى ما لا يتعدى كقولك فاعلون العكوف لها أو واقفون لها. فإن قلت: هلا قيل عليها عاكفون كقوله تعالى - يعكفون على أصنام لهم -؟ قلت:
لو قصد التعدية لعداه بصلته التي هي على. ما أقبح التقليد والقول المتقبل بغير برهان وما أعظم كيد الشيطان للمقلدين حين استدرجهم إلى أن قلدوا آباءهم في عبادة التماثيل وعفروا لها جباههم وهم معتقدون أنهم على شئ وجادون في نصرة مذهبهم ومجادلون لأهل الحق عن باطلهم وكفى أهل التقليد سبة أن عبدة الأصنام منهم (أنتم) من التأكيد الذي لا يصح الكلام مع الإخلال به لأن العطف على ضمير هو في حكم بعض الفعل ممتنع ونحوه - أسكن أنت وزوجك الجنة - أراد أن المقلدين والمقلدين جميعا منخرطون في سلك ضلال لا يخفى على من به أدنى مسكة لاستناد الفريقين إلى غير دليل، بل إلى هوى متبع وشيطان مطاع، لاستبعادهم أن يكون ما هم عليه ضلال بقوا متعجبين من تضليله إياهم، وحسبوا أن ما قاله إنما قاله على وجه المزاح والمداعبة لا على طريق الجد فقالوا له.