قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى. أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولى النهى ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى.
____________________
وامتثل أوامره وانتهى عن نواهيه نجا من الضلال ومن عقابه. الضنك مصدر يستوى في الوصف به المذكر والمؤنث وقرئ (ضنكى) على فعلى، ومعنى ذلك أن مع الدين التسليم والقناعة والتوكل على الله وعلى قسمته، فصاحبه ينفق ما رزقه بسماح وسهولة فيعيش عيشا رافعا كما قال عز وجل - فلنحيينه حياة طيبة - والمعرض عن الدين مسؤول عليه الحرص الذي لا يزال يطمح به إلى الازدياد من الدنيا مسلط عليه الشح الذي يقبض يده عن الإنفاق، فعيشه ضنك وحاله مظلمة، كما قال بعض المتصوفة: لا يعرض أحد عن ذكر ربه إلا أظلم عليه وقته وتشوش عليه رزقه، ومن الكفرة من ضرب الله عليه الذلة والمسكنة لكفره، قال الله تعالى - وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله - وقال - ولو أنهم أقاموا التوراة والأنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم - وقال - ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض - وقال - استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا - وقال - وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا - وعن الحسن: هو الضريع والزقوم في النار. وعن أبي سعيد الخدري: عذاب القبر.
وقرئ (ونحشره) بالجزم عطفا على محل - فإن له معيشة ضنكا - لأنه جواب الشرط. وقرئ ونحشره بسكون الهاء على (كذلك) أي مثل ذلك فعلت أنت، ثم فسر بأن آياتنا أتتك واضحة مستنيرة فلم تنظر إليها بعين المعتبر ولم تتبصر وتركتها وعميت عنها، فكذلك اليوم نتركك على عماك ولا نزيل غطاءه عن عينيك. لما توعد المعرض عن ذكره بعقوبتين المعيشة الضنك في الدنيا وحشره أعمى في الآخرة ختم آيات الوعيد بقوله (ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) كأنه قال: وللحشر على العمى الذي لا يزول أبدا أشد من ضيق العيش المنقضى، أو أراد: ولتركنا إياه في العمى أشد وأبقى من تركه لآياتنا. فاعل لم يهد الجملة بعده يريد ألم يهد لهم هذا بمعناه ومضمونه، ونظيره قوله تعالى - وتركنا عليه في الآخرين سلام على نوح في العالمين - أي تركنا عليه هذا الكلام، ويجوز أن يكون فيه ضمير الله أو الرسول ويدل عليه القراءة بالنون. وقرئ (يمشون) يريد أن قريشا يتقلبون في بلاد عاد وثمود ويمشون (في مساكنهم) ويعاينون آثار هلاكهم. الكلمة السابقة هي العدة بتأخير جزائهم إلى الآخرة، يقول: لولا هذه العدة لكان مثل إهلاكنا عادا وثمود لازما لهؤلاء الكفرة. واللزام إما مصدر لازم وصف به، وإما فعال بمعنى مفعل:
أي ملزم كأنه آلة اللزوم لفرط لزومه كما قالوا لزاز خصم (وأجل مسمى) لا يخلوا من أن يكون معطوفا على كلمة أو على الضمير في كل: أي لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين لهم كما كانا لازمين لعاد وثمود ولم ينفرد
وقرئ (ونحشره) بالجزم عطفا على محل - فإن له معيشة ضنكا - لأنه جواب الشرط. وقرئ ونحشره بسكون الهاء على (كذلك) أي مثل ذلك فعلت أنت، ثم فسر بأن آياتنا أتتك واضحة مستنيرة فلم تنظر إليها بعين المعتبر ولم تتبصر وتركتها وعميت عنها، فكذلك اليوم نتركك على عماك ولا نزيل غطاءه عن عينيك. لما توعد المعرض عن ذكره بعقوبتين المعيشة الضنك في الدنيا وحشره أعمى في الآخرة ختم آيات الوعيد بقوله (ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) كأنه قال: وللحشر على العمى الذي لا يزول أبدا أشد من ضيق العيش المنقضى، أو أراد: ولتركنا إياه في العمى أشد وأبقى من تركه لآياتنا. فاعل لم يهد الجملة بعده يريد ألم يهد لهم هذا بمعناه ومضمونه، ونظيره قوله تعالى - وتركنا عليه في الآخرين سلام على نوح في العالمين - أي تركنا عليه هذا الكلام، ويجوز أن يكون فيه ضمير الله أو الرسول ويدل عليه القراءة بالنون. وقرئ (يمشون) يريد أن قريشا يتقلبون في بلاد عاد وثمود ويمشون (في مساكنهم) ويعاينون آثار هلاكهم. الكلمة السابقة هي العدة بتأخير جزائهم إلى الآخرة، يقول: لولا هذه العدة لكان مثل إهلاكنا عادا وثمود لازما لهؤلاء الكفرة. واللزام إما مصدر لازم وصف به، وإما فعال بمعنى مفعل:
أي ملزم كأنه آلة اللزوم لفرط لزومه كما قالوا لزاز خصم (وأجل مسمى) لا يخلوا من أن يكون معطوفا على كلمة أو على الضمير في كل: أي لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين لهم كما كانا لازمين لعاد وثمود ولم ينفرد