الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٥٦١
سورة الأنبياء مكية. وهى مائة واثنتا عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون. ما يأتيهم من ذكر من ربهم
____________________
والسوأى والسوى تصغير السوء. وقرئ فتمتعوا فسوف تعلمون. قال أبو رافع: حفظته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة طه أعطى يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار " وقال " لا يقرأ أهل الجنة من القرآن إلا طه ويس ".
سورة الأنبياء مكية. وهى مائة واثنتا عشرة آية (بسم الله الرحمن الرحيم) هذه اللام لا تخلو من أن تكون صلة لاقترب أو تأكيدا لإضافة الحساب إليهم كقولك: أزف للحي رحيلهم الأصل أزف رحيل الحي ثم أزف للحي الرحيل ثم أزف للحي رحيلهم، ونحوه ما أورده سيبويه في باب ما يثنى فيه المستقر توكيدا عليك زيد حريص عليك وفيك زيد راغب فيك، ومنه قولهم لا أبالك لأن اللام مؤكدة لمعنى الإضافة، وهذا الوجه أغرب من الأول والمراد اقتراب الساعة، وإذا اقتربت الساعة فقد اقترب ما يكون فيها من الحساب والثواب والعقاب وغير ذلك ونحوه - واقترب الوعد الحق - فإن قلت: كيف وصف بالاقتراب وقد عدت دون هذا القول أكثر من خمسمائة عام؟ قلت: هو مقترب عند الله، والدليل عليه قوله عز وجل - ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون - ولأن كل آت وإن طالت أوقات استقباله وترقبه قريب، إنما البعيد هو الذي وجد وانقرض، ولأن ما بقى في الدنيا أقصر وأقل مما سلف منها بدليل انبعاث خاتم النبيين الموعود مبعثه في آخر الزمان. وقال عليه الصلاة والسلام " بعثت في نسم الساعة " وفى خطبة بعض المتقدمين: ولت الدنيا حذاء ولم تبق إلا صبابة كصبابة الإناء وإذا كانت بقية الشئ وإن كثرت في نفسها قليلة بالإضافة إلى معظمه كانت خليقة بأن توصف بالقلة وقصر الذرع. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: إن المراد بالناس المشركون، وهذا من إطلاق اسم الجنس على بعضه للدليل القائم وهو ما يتلوه
(٥٦١)
مفاتيح البحث: سورة الأنبياء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 ... » »»