____________________
زيهم وشارتهم، بخلاف ما عليه المؤمنون والصلحاء من شحوب الألوان والتقشف في الثياب (لنفتنهم) لنبلوهم حتى يستوجبوا العذاب لوجود الكفران أو منهم لنعذبهم في الآخرة بسببه (رزق ربك) هو ما ادخر له من ثواب الآخرة الذي هو خير منه في نفسه وأدوم، أو ما رزقه من نعمة الإسلام والنبوة، أو لأن أموالهم الغالب عليها الغصب والسرقة والحرمة من بعض الوجوه والحلال (خير وأبقى) لأن الله لا ينسب إلى نفسه إلا ما حل وطاب دون ما حرم وخبث، والحرام لا يسمى رزقا أصلا. وعن عبد الله بن قسيط عن رافع قال: " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يهودي وقال: قل له يقول لك رسول الله أقرضني إلى رجب، فقال: والله لأقرضته إلا برهن فقال رسول الله: إني لأمين في السماء وإني لأمين في الأرض احمل إليه درعي الحديد فنزلت - ولا تمدن عينيك - " (وأمر أهلك بالصلاة) أي وأقبل أنت مع أهلك على عبادة الله والصلاة واستعينوا بها على خصاصتكم ولا تهتم بأمر الرزق والمعيشة فإن رزقك مكفى من عندنا ونحن رازقوك ولا نسألك أن ترزق نفسك ولا أهلك ففرغ بالك لأمر الآخرة. وفى معناه قول الناس: من دان في عمل الله كان الله في عمله. وعن عروة بن الزبير أنه كان إذا رأى ما عند السلاطين قرأ - ولا تمدن عينيك - الآية، ثم ينادى الصلاة الصلاة رحمكم الله. وعن بكر بن عبد الله المزنى: كان إذا أصابت أهله خصاصة قال: قوموا فصلوا بهذا أمر الله رسوله ثم يتلو هذه الآية. اقترحوا على عادتهم في التعنت آية على النبوة فقيل لهم: أو لم تأتكم آية هي أم الآيات وأعظمها في باب الإعجاز؟ يعنى القرآن من قبل أن القرآن برهان ما في سائر الكتب المنزلة ودليل صحته لأنه معجزة وتلك ليست بمعجزات فهي مفتقرة إلى شهادته على صحة ما فيها افتقار المحتج عليه إلى شهادة الحجة. وقرئ الصحف بالتخفيف. ذكر الضمير الراجع إلى البينة لأنها في معنى البرهان والدليل، قرئ (نذل ونخزى) على لفظ ما لم يسم فاعله (كل) أي كل واحد منا ومنكم (متربص) للعقابة ولما يئول إليه أمرنا وأمركم. وقرئ السواء بمعنى الوسط والجيد أو المستوى والسوء