____________________
والخشونة والتصلب في كل شئ شديد الغضب لله ولدينه، فلم يتمالك حين رأى قومه يعبدون عجلا من دون الله بعد ما رأوا من الآيات العظام أن ألقى ألواح التوراة لما غلب ذهنه من الدهشة العظيمة غضبا لله واستنكافا وحمية وعنف بأخيه وخليفته على قومه، فأقبل عليه إقبال العدو المكاشف قابضا على شعر رأسه وكان أقرع وعلى شعر وجهه: يجره إليه أي لو قاتلت بعضهم ببعض لتفرقوا وتفانوا فاستأنيتك أن تكون أنت المتدارك بنفسك المتلافى برأيك، وخشيت عتابك على اطراح ما وصيتني به من ضم النشر وحفظ الدهماء، ولم يكن لي بد من رقبة وصيتك والعمل على موجبها. الخطب مصدر خطب الأمر إذا طلبه، فإذا قيل لمن يفعل شيئا ما خطبك فمعناه ما طلبك له.
قرئ (بصرت بما لم يبصروا به) بالكسر، والمعنى: علمت مالم تعلموه وفطنت ما لم تفطنوا له. قرأ الحسن (قبضة) بضم القاف وهى اسم المقبوض كالغرفة والمضغة، وأما القبضة فالمرة من القبض وإطلاقها على المقبوض من تسمية المفعول بالمصدر كضرب الأمير وقرأ أيضا فقبصت قبصة بالصاد المهملة، الضاد بجميع الكف والصاد بأطراف الأصابع، ونحوهما الخصم والقضم الخاء بجميع الفم والقاف بمقدمه. قرأ ابن مسعود من أثر فرس الرسول.
فإن قلت: لم سماه الرسول دون جبريل وروح القدس؟ قلت: حين حل ميعاد الذهاب إلى الطور أرسل الله إلى موسى جبريل راكب حيزوم فرس الحياة ليذهب به، فأبصره السامري فقال: إن لهذا شأنا، فقبض قبضة من تربة موطئه، فلما سأله موسى عن قصته قال: قبضت من أثر فرس المرسل إليك يوم حلول الميعاد ولعله لم يعرف أنه جبريل. عوقب في الدنيا بعقوبة لا شئ أطم منها وأوحش، وذلك أنه منع من مخالطة الناس منعا كليا، وحرم عليهم ملاقاته ومكالمته ومبايعته ومواجهته وكل ما يعايش به الناس بعضهم بعضا، وإذا اتفق أن يماس أحدا رجلا أو امرأة حم الماس والممسوس فتحامى الناس وتحاموه وكان يصيح لا مساس، وعاد في الناس أو حش من القاتل اللاجئ إلى الحرم، ومن الوحشي النافر في البرية، ويقال إن قومه باق فيهم ذلك إلى اليوم، وقرئ (لا مساس) بوزن فجار ونحوه قولهم في الظباء إذا وردت الماء فلا عباب وإن فقدته فلا أباب، وهى أعلام للمسة والعبة والأبة وهى المرة من الأب وهو الطلب (لن تخلفه) أي لن يخلفك الله موعده الذي وعدك على الشرك والفساد في الأرض ينجزه لك في الآخرة بعد ما عاقبك بذلك في الدنيا فأنت ممن خسر الدنيا والآخرة - ذلك هو الخسران المبين - وقرئ لن تخلفه وهذا من أخلفت الموعد إذا وجدته خلفا، قال الأعشى:
أثوى وأقصر ليله ليزودا * فمضى وأخلف من قتيلة موعدا وعن ابن مسعود نخلفه بالنون: أي لن يخلفه الله كأنه حكى قوله عز وجل كما مر في - لأهب لك - (ظلت) وظلت وظلت والأصل ظللت فحذفوا اللام الأولى ونقلوا حركتها إلى الظاء ومنهم من لم ينقل (لنحرقنه) ولنحرقنه
قرئ (بصرت بما لم يبصروا به) بالكسر، والمعنى: علمت مالم تعلموه وفطنت ما لم تفطنوا له. قرأ الحسن (قبضة) بضم القاف وهى اسم المقبوض كالغرفة والمضغة، وأما القبضة فالمرة من القبض وإطلاقها على المقبوض من تسمية المفعول بالمصدر كضرب الأمير وقرأ أيضا فقبصت قبصة بالصاد المهملة، الضاد بجميع الكف والصاد بأطراف الأصابع، ونحوهما الخصم والقضم الخاء بجميع الفم والقاف بمقدمه. قرأ ابن مسعود من أثر فرس الرسول.
فإن قلت: لم سماه الرسول دون جبريل وروح القدس؟ قلت: حين حل ميعاد الذهاب إلى الطور أرسل الله إلى موسى جبريل راكب حيزوم فرس الحياة ليذهب به، فأبصره السامري فقال: إن لهذا شأنا، فقبض قبضة من تربة موطئه، فلما سأله موسى عن قصته قال: قبضت من أثر فرس المرسل إليك يوم حلول الميعاد ولعله لم يعرف أنه جبريل. عوقب في الدنيا بعقوبة لا شئ أطم منها وأوحش، وذلك أنه منع من مخالطة الناس منعا كليا، وحرم عليهم ملاقاته ومكالمته ومبايعته ومواجهته وكل ما يعايش به الناس بعضهم بعضا، وإذا اتفق أن يماس أحدا رجلا أو امرأة حم الماس والممسوس فتحامى الناس وتحاموه وكان يصيح لا مساس، وعاد في الناس أو حش من القاتل اللاجئ إلى الحرم، ومن الوحشي النافر في البرية، ويقال إن قومه باق فيهم ذلك إلى اليوم، وقرئ (لا مساس) بوزن فجار ونحوه قولهم في الظباء إذا وردت الماء فلا عباب وإن فقدته فلا أباب، وهى أعلام للمسة والعبة والأبة وهى المرة من الأب وهو الطلب (لن تخلفه) أي لن يخلفك الله موعده الذي وعدك على الشرك والفساد في الأرض ينجزه لك في الآخرة بعد ما عاقبك بذلك في الدنيا فأنت ممن خسر الدنيا والآخرة - ذلك هو الخسران المبين - وقرئ لن تخلفه وهذا من أخلفت الموعد إذا وجدته خلفا، قال الأعشى:
أثوى وأقصر ليله ليزودا * فمضى وأخلف من قتيلة موعدا وعن ابن مسعود نخلفه بالنون: أي لن يخلفه الله كأنه حكى قوله عز وجل كما مر في - لأهب لك - (ظلت) وظلت وظلت والأصل ظللت فحذفوا اللام الأولى ونقلوا حركتها إلى الظاء ومنهم من لم ينقل (لنحرقنه) ولنحرقنه