____________________
كان الحافظ والناصر كذلك تم الحفظ وصحت النصرة وذهبت المبالاة بالعدو، كانت بنو إسرائيل في ملكة فرعون والقبط يعذبونهم بتكليف الأعمال الصعبة من الحفر والبناء ونقل الحجارة والسخرة في كل شئ مع قتل الولدان واستخدام النساء (قد جئناك بآية من ربك) جملة جارية من الجملة الأولى - وهى إنا رسولا ربك - مجرى البيان والتفسير، لأن دعوى الرسالة لا تثبت إلا ببينتها التي هي المجئ بالآية، إنما وحد قوله بآية ولم يثن ومعه آيتان لأن المراد في هذا الموضع تثبيت الدعوى ببرهانها فكأنه قال: قد جئناك بمعجزة وبرهان وحجة على ما ادعيناه من الرسالة، وكذلك - قد جئتكم ببينة من ربكم - فأت بآية إن كنت من الصادقين - أولو جئتك بشئ مبين - يريد وسلام الملائكة الذين هم خزنة الجنة على المهتدين وتوبيخ خزنة النار والعذاب على المكذبين. خاطب الاثنين ووجه النداء إلى أحدهما وهو موسى لأنه الأصل في النبوة وهرون وزيره وتابعه، ويحتمل أن يحمله خبثه ودعارته على استدعاء كلام موسى دون كلام أخيه لما عرف من فصاحة هارون والرتة في لسان موسى ويدل عليه قوله - أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين - (خلقه) أول مفعولي أعطى: أي أعطى خليقته كل شئ يحتاجون إليه ويرتفقون به أو ثانيهما: أي أعطى كل شئ صورته وشكله الذي يطابق المنفعة المنوطة به كما أعطى العين الهيئة التي تطابق الإبصار والأذن الشكل الذي هو يوافق الاستماع، وكذلك الأنف واليد والرجل واللسان كل واحد منها مطابق لما علق به من المنفعة غير ناب عنه، أو أعطى كل حيوان نظيره في الخلق والصورة حيث جعل الحصان والحجر زوجين والبعير والناقة والرجل والمرأة، فلم يزاوج منها شيئا غير جنسه وما هو على خلاف خلقه.
وقرئ خلقه صفة للمضاف أو للمضاف إليه: أي كل شئ خلقه الله لم يخله من عطائه وإنعامه (ثم هدى) أي عرف كيف يرتفق بما أعطى وكيف يتوصل إليه، ولله در هذا الجواب ما أخصره وما أجمعه وما أبينه لمن ألقى الذهن ونظر بعين الإنصاف وكان طالبا للحق. سأله عن حال من تقدم وخلا من القرون وعن شقاء من شقى منهم وسعادة من سعد،، فأجابه بأن هذا سؤال عن الغيب، وقد استأثر الله به لا يعلمه إلا هو وما أنا إلا عبد مثلك لا أعلم منه إلا ما أخبرني به علام الغيوب، وعلم أحوال القرون مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ، لا يجوز على الله أن يخطئ شيئا أو ينساه. يقال ضللت الشئ إذا أخطأته في مكانه فلم تهتد له كقولك ضللت الطريق والمنزل. وقرئ
وقرئ خلقه صفة للمضاف أو للمضاف إليه: أي كل شئ خلقه الله لم يخله من عطائه وإنعامه (ثم هدى) أي عرف كيف يرتفق بما أعطى وكيف يتوصل إليه، ولله در هذا الجواب ما أخصره وما أجمعه وما أبينه لمن ألقى الذهن ونظر بعين الإنصاف وكان طالبا للحق. سأله عن حال من تقدم وخلا من القرون وعن شقاء من شقى منهم وسعادة من سعد،، فأجابه بأن هذا سؤال عن الغيب، وقد استأثر الله به لا يعلمه إلا هو وما أنا إلا عبد مثلك لا أعلم منه إلا ما أخبرني به علام الغيوب، وعلم أحوال القرون مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ، لا يجوز على الله أن يخطئ شيئا أو ينساه. يقال ضللت الشئ إذا أخطأته في مكانه فلم تهتد له كقولك ضللت الطريق والمنزل. وقرئ