____________________
قرأ عاصم وابن عامر (قول الحق) بالنصب. وعن ابن مسعود: قال الحق وقال الله. وعن الحسن: قول الحق بضم القاف، وكذلك في الأنعام - قوله الحق - والقول والقال والقول بمعنى واحد كالرهب والرهب والرهب، وارتفاعه على أنه خبر بعد خبر أو بدل أو خبر مبتدأ محذوف، وأما انتصابه فعلى المدح إن فسر بكلمة الله، وعلى أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة إن أريد قول الثبات والصدق كقولك هو عبد الله حقا والحق لا الباطل، وإنما قيل لعيسى كلمة الله وقول الحق لأنه لم يولد إلا بكلمة الله وحدها وهى قوله كن من غير واسطة أب تسمية لمسبب باسم السبب كما سمى العشب بالسماء والشحم بالندا، ويحتمل إذا أريد بقول الحق عيسى أن يكون الحق اسم الله عز وجل، وأن يكون بمعنى الثبات والصدق، ويعضده قوله - الذي فيه يمترون - أي أمره حق يقين وهم فيه شاكون (يمترون) يشكون، والمرية الشك، أو يتمارون يتلاحقون. قالت اليهود: ساحر كذاب، وقالت النصارى ابن الله وثالث ثلاثة. وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه تمترون على الخطاب. وعن أبي بن كعب قول الحق الذي كان الناس فيه يمترون. كذب النصارى وبكتهم بالدلالة على انتفاء الولد عنه وأنه مما لا يتأتى ولا يتصور في العقول وليس بمقدور عليه، إذ من المحال غير المستقيم أن تكون ذاته كذات من ينشأ منه الولد، ثم بين إحالة ذلك بأن من إذا أراد شيئا من الأجناس كلها أو جده بكن كان منزها من شبه الحيوان الوالد، والقول ههنا مجاز ومعناه أن إرادته للشئ يتبعها كونه لا محالة من غير توقف، فشبه ذلك بأمر الآمر المطاع إذا ورد على المأمور الممتثل. قرأ المدنيون وأبو عمرو بفتح أن، ومعناه: ولأنه ربى وربكم فاعبدوه كقوله - وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا - والأستار وأبو عبيدة بالكسر على الابتداء وفى حرف أبى: إن الله بالكسر بغير واو، وبأن الله: أي بسبب ذلك فاعبدوه (الأحزاب) اليهود والنصارى عن الكلبي، وقيل النصارى لتحزبهم ثلاث فرق نسطورية ويعقوبية وملكانية، وعن الحسن: الذين تحزبوا على الأنبياء لما قص عليهم قصة عيسى اختلفوا فيه من بين الناس (من مشهد يوم عظيم) أي من شهودهم هول الحساب والجزاء في يوم القيامة، أو من مكان الشهود فيه وهو الموقف، أو من وقت الشهود، أو من شهادة ذلك اليوم عليهم وأن تشهد عليهم الملائكة والأنبياء وألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بالكفر وسوء الأعمال، أو من مكان الشهادة أو وقتها. وقيل هو ما قالوه وشهدوا به في عيسى وأمه. لا يوصف الله تعالى بالتعجب، وإنما المراد أن أسماعهم وأبصارهم يومئذ جدير بأن يتعجب منهما بعد ما كانوا صما وعميا في الدنيا. وقيل معناه التهديد بما سيسمعون ويبصرون مما يسوءهم ويصدع قلوبهم. أوقع الظاهر:
أعني الظالمين موقع الضمير إشعارا بأن لاظلم أشد من ظلمهم حيث أغفلوا الاستماع والنظر حين يجدى عليهم ويسعدهم، والمراد بالضلال المبين إغفال النظر والاستماع (قضى الأمر) فرغ من الحساب وتصادر الفريقان إلى
أعني الظالمين موقع الضمير إشعارا بأن لاظلم أشد من ظلمهم حيث أغفلوا الاستماع والنظر حين يجدى عليهم ويسعدهم، والمراد بالضلال المبين إغفال النظر والاستماع (قضى الأمر) فرغ من الحساب وتصادر الفريقان إلى