الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٣٧
إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون. فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا.
____________________
عبد الله: لقد تقطع ما بينكم (فالق الحب والنوى) بالنبات والشجر. وعن مجاهد أراد الشقين اللذين في النواة والحنطة (يخرج الحي من الميت) أي الحيوان والنامي من النطف والبيض والحب والنوى (ومخرج) هذه الأشياء الميتة من الحيوان والنامي. فإن قلت: كيف قال مخرج الميت من الحي بلفظ اسم الفاعل بعد قوله يخرج الحي من الميت؟
قلت: عطفه على فالق الحب والنوى لا على الفعل، ويخرج الحي من الميت موقعه موقع الجملة المبينة لقوله فالق الحب والنوى، لأن فلق الحب والنوى بالنبات والشجر الناميين من جنس إخراج الحي من الميت لأن النامي في حكم الحيوان، ألا ترى إلى قوله - يحيي الأرض بعد موتها - (ذلكم الله) أي ذلكم المحيي والمميت هو الله الذي تحق له الربوبية (فأنى تؤفكون) فكيف تصرفون عنه وعن توليه إلى غيره (الإصباح) مصدر سمي به الصبح، وقرأ الحسن بفتح الهمزة جمع صبح وأنشد قوله:
أفنى رياحا وبنى رياح * تناسخ الإمساء والإصباح
(٣٧)
مفاتيح البحث: الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»