الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٤٢٥
وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقصوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون. ولا تكونوا
____________________
الفرض لا بد من أن يقع فيه تفريط فيجبره الندب، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن علمه الفرائض فقال: والله لا زدت فيها ولا نقصت " أفلح إن صدق " فعقد الفلاح بشرط الصدق والسلامة من التفريط، وقال صلى الله عليه وسلم " استقيموا ولن تحصوا " فما ينبغي أن يترك ما يجبر كسر التفريط من النوافل، والفواحش:
ما جاوز حدود الله (والمنكر) ما تنكره العقول (والبغي) طلب التطاول بالظلم، وحين أسقطت من الخطب لعنة الملاعين على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أقيمت هذه الآية مقامها، ولعمري إنها كانت فاحشة ومنكرا وبغيا ضاعف الله لمن سنها غضبا ونكالا وخزيا إجابة لدعوة نبيه " وعادى من عاداه " وكانت سبب إسلام عثمان بن مظعون. عهد الله هي البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام - إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله - (ولا تنقضوا) أيمان البيعة (بعد توكيدها) أي بعد توثيقها باسم الله، وأكد ووكد لغتان فصيحتان والأصل الواو والهمزة بدل (كفيلا) شاهدا ورقيبا، لأن الكفيل مراع لحال المكفول به مهيمن عليه (ولا تكونوا) في نقض
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»