إن الله يأمر بالعدل والإحسان
____________________
شركاؤنا آلهتنا التي دعوناها شركاء، وإن أرادوا الشياطين فلأنهم شركاؤهم في الكفر وقرناؤهم في الغي، و (ندعوا) بمعنى نعبد.
فإن قلت: لم قالوا (إنكم لكاذبون) وكانوا يعبدونهم على الصحة؟ قلت: لما كانوا غير راضين بعبادتهم فكأن عبادتهم لم تكن عبادة، والدليل عليه قول الملائكة كانوا يعبدون الجن: يعنون أن الجن كانوا راضين بعبادتهم لا نحن فهم المعبودون دوننا، أو كذبوهم في تسميتهم شركاء وآلهة تنزيها لله من الشريك، وإن أريد بالشركاء الشياطين جاز أن يكونوا كاذبين في قولهم - إنكم لكاذبون - كما يقول الشيطان - إني كفرت بما أشركتموني من قبل - (وألقوا) يعني الذين ظلموا، وإلقاء السلم: الاستسلام لأمر الله وحكمه بعد الإباء والاستكبار في الدنيا (وضل عنهم) وبطل عنهم (ما كانوا يفترون) من أن لله شركاء، وأنهم ينصرونهم ويشفعون لهم حين كذبوهم وتبرأوا منهم (الذين كفروا) في أنفسهم وحملوا غيرهم على الكفر، يضاعف الله عقابهم كما ضاعفوا كفرهم، وقيل في زيادة عذابهم حياة أمثال البخت وعقارب أمثال البغال تلسع إحداهن اللسعة فيجد صاحبها حمتها أربعين خريفا، وقيل يخرجون من النار إلى الزمهرير فيبادرون من شدة برده إلى النار (بما كانوا يفسدون) بكونهم مفسدين الناس بصدهم عن سبيل الله (شهيدا عليهم من أنفسهم) يعني نبيهم لأنه كان يبعث أنبياء الأمم فيهم منهم (وجئنا بك) يا محمد (شهيدا على هؤلاء) على أمتك (تبيانا) بيانا بليغا ونظير تبيان تلقاء في كسر أوله، وقد جوز الزجاج فتحه في غير القرآن. فإن قلت: كيف كان القرآن تبيانا (لكل شئ)؟ قلت: المعنى أنه بين كل شئ من أمور الدين حيث كان نصا على بعضها وإحالة على السنة، حيث أمر فيه باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعته، وقيل: - وما ينطق عن الهوى - وحثا على الإجماع في قوله - ويتبع غير سبيل المؤمنين - وقد رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته اتباع أصحابه والاقتداء بآثارهم في قوله صلى الله عليه وسلم " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " وقد اجتهدوا وقاسوا ووطئوا طرق القياس والاجتهاد، فكانت السنة والإجماع والقياس والاجتهاد مستندة إلى تبيان الكتاب، فمن ثم كان تبيانا لكل شئ. العدل هو الواجب، لأن الله تعالى عدل فيه على عباده، فجعل ما فرضه عليهم واقعا تحت طاقتهم (والإحسان) الندب، وإنما علق أمره بهما جميعا لأن
فإن قلت: لم قالوا (إنكم لكاذبون) وكانوا يعبدونهم على الصحة؟ قلت: لما كانوا غير راضين بعبادتهم فكأن عبادتهم لم تكن عبادة، والدليل عليه قول الملائكة كانوا يعبدون الجن: يعنون أن الجن كانوا راضين بعبادتهم لا نحن فهم المعبودون دوننا، أو كذبوهم في تسميتهم شركاء وآلهة تنزيها لله من الشريك، وإن أريد بالشركاء الشياطين جاز أن يكونوا كاذبين في قولهم - إنكم لكاذبون - كما يقول الشيطان - إني كفرت بما أشركتموني من قبل - (وألقوا) يعني الذين ظلموا، وإلقاء السلم: الاستسلام لأمر الله وحكمه بعد الإباء والاستكبار في الدنيا (وضل عنهم) وبطل عنهم (ما كانوا يفترون) من أن لله شركاء، وأنهم ينصرونهم ويشفعون لهم حين كذبوهم وتبرأوا منهم (الذين كفروا) في أنفسهم وحملوا غيرهم على الكفر، يضاعف الله عقابهم كما ضاعفوا كفرهم، وقيل في زيادة عذابهم حياة أمثال البخت وعقارب أمثال البغال تلسع إحداهن اللسعة فيجد صاحبها حمتها أربعين خريفا، وقيل يخرجون من النار إلى الزمهرير فيبادرون من شدة برده إلى النار (بما كانوا يفسدون) بكونهم مفسدين الناس بصدهم عن سبيل الله (شهيدا عليهم من أنفسهم) يعني نبيهم لأنه كان يبعث أنبياء الأمم فيهم منهم (وجئنا بك) يا محمد (شهيدا على هؤلاء) على أمتك (تبيانا) بيانا بليغا ونظير تبيان تلقاء في كسر أوله، وقد جوز الزجاج فتحه في غير القرآن. فإن قلت: كيف كان القرآن تبيانا (لكل شئ)؟ قلت: المعنى أنه بين كل شئ من أمور الدين حيث كان نصا على بعضها وإحالة على السنة، حيث أمر فيه باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعته، وقيل: - وما ينطق عن الهوى - وحثا على الإجماع في قوله - ويتبع غير سبيل المؤمنين - وقد رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته اتباع أصحابه والاقتداء بآثارهم في قوله صلى الله عليه وسلم " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " وقد اجتهدوا وقاسوا ووطئوا طرق القياس والاجتهاد، فكانت السنة والإجماع والقياس والاجتهاد مستندة إلى تبيان الكتاب، فمن ثم كان تبيانا لكل شئ. العدل هو الواجب، لأن الله تعالى عدل فيه على عباده، فجعل ما فرضه عليهم واقعا تحت طاقتهم (والإحسان) الندب، وإنما علق أمره بهما جميعا لأن