____________________
موسرا فالحرص لا يدعه أن يتهنأ بعيشه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: الحياة الطيبة الرزق الحلال. وعن الحسن القناعة، وعن قتادة: يعني الجنة. وقيل هي حلاوة الطاعة والتوفيق في قلبه. لما ذكر العمل الصالح ووعد عليه وصل به قوله (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله) إيذانا بأن الاستعاذة من جملة الأعمال الصالحة التي يجزل الله عليها الثواب. والمعنى: فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ كقوله - إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم - وكقولك: إذا أكلت فسم الله. فإن قلت: لم عبر عن إرادة الفعل بلفظ الفعل؟ قلت: لأن الفعل يوجد عند القصد والإرادة بغير فاصل وعلى حسبه فكان منه بسبب قوي وملابسة ظاهرة، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم، فقال لي:
يا ابن أم عبد قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأنيه جبريل عليه السلام عن القلم عن اللوح المحفوظ " (ليس له سلطان) أي تسلط وولاية على أولياء الله: يعني أنهم لا يقبلون منه ولا يطيعونه فيما يريد منهم من اتباع خطواته (إنما سلطانه) على من يتولاه ويطيعه (به مشركون) الضمير يرجع إلى ربهم، ويجوز أن يرجع إلى الشيطان على معنى بسببه وغروره ووسوسته. تبديل الآية مكان الآية هو النسخ، والله تعالى ينسخ الشرائع بالشرائع لأنها مصالح، وما كان مصلحة أمس يجوز أن يكون مفسدة اليوم وخلافه مصلحة. والله تعالى عالم بالمصالح والمفاسد فيثبت ما يشاء وينسخ ما يشاء بحكمته وهذا معنى قوله (والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر) وجدوا مدخلا للطعن فطعنوا وذلك لجهلهم وبعدهم عن العلم بالناسخ والمنسوخ، وكانوا يقولون: إن محمدا يسخر من أصحابه، يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدا فيأتيهم بما هو أهون، ولقد افتروا فقد كان ينسخ الأشق بالأهون والأهون بالأشق والأهون بالأهون والأشق بالأشق لأن الغرض المصلحة لا الهوان والمشقة. فإن قلت: هل في ذكر تبديل الآية بالآية دليل على أن القرآن إنما ينسخ بمثله ولا يصح بغيره من السنة والإجماع والقياس؟ قلت: فيه أن قرآنا ينسخ بمثله وليس فيه نفي نسخه بغيره، على أن السنة المكشوفة المتواترة مثل القرآن في إيجاب العلم فنسخه بها كنسخه بمثله. وأما الإجماع والقياس والسنة غير المقطوع بها فلا يصح نسخ القرآن بها. في ينزل ونزله وما فيهما من التنزيل شيئا فشيئا على حسب الحوادث والمصالح إشارة إلى أن التبديل من باب المصالح كالتنزيل، وأن ترك النسخ بمنزلة إنزاله دفعة واحدة في خروجه عن الحكمة و (روح القدس) جبريل عليه السلام أضيف إلى القدس وهو الطهر كما يقال حاتم الجود وزيد الخير، والمراد الروح المقدس وحاتم الجواد وزيد الخير. والمقدس المطهر من المآثم.
يا ابن أم عبد قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأنيه جبريل عليه السلام عن القلم عن اللوح المحفوظ " (ليس له سلطان) أي تسلط وولاية على أولياء الله: يعني أنهم لا يقبلون منه ولا يطيعونه فيما يريد منهم من اتباع خطواته (إنما سلطانه) على من يتولاه ويطيعه (به مشركون) الضمير يرجع إلى ربهم، ويجوز أن يرجع إلى الشيطان على معنى بسببه وغروره ووسوسته. تبديل الآية مكان الآية هو النسخ، والله تعالى ينسخ الشرائع بالشرائع لأنها مصالح، وما كان مصلحة أمس يجوز أن يكون مفسدة اليوم وخلافه مصلحة. والله تعالى عالم بالمصالح والمفاسد فيثبت ما يشاء وينسخ ما يشاء بحكمته وهذا معنى قوله (والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر) وجدوا مدخلا للطعن فطعنوا وذلك لجهلهم وبعدهم عن العلم بالناسخ والمنسوخ، وكانوا يقولون: إن محمدا يسخر من أصحابه، يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدا فيأتيهم بما هو أهون، ولقد افتروا فقد كان ينسخ الأشق بالأهون والأهون بالأشق والأهون بالأهون والأشق بالأشق لأن الغرض المصلحة لا الهوان والمشقة. فإن قلت: هل في ذكر تبديل الآية بالآية دليل على أن القرآن إنما ينسخ بمثله ولا يصح بغيره من السنة والإجماع والقياس؟ قلت: فيه أن قرآنا ينسخ بمثله وليس فيه نفي نسخه بغيره، على أن السنة المكشوفة المتواترة مثل القرآن في إيجاب العلم فنسخه بها كنسخه بمثله. وأما الإجماع والقياس والسنة غير المقطوع بها فلا يصح نسخ القرآن بها. في ينزل ونزله وما فيهما من التنزيل شيئا فشيئا على حسب الحوادث والمصالح إشارة إلى أن التبديل من باب المصالح كالتنزيل، وأن ترك النسخ بمنزلة إنزاله دفعة واحدة في خروجه عن الحكمة و (روح القدس) جبريل عليه السلام أضيف إلى القدس وهو الطهر كما يقال حاتم الجود وزيد الخير، والمراد الروح المقدس وحاتم الجواد وزيد الخير. والمقدس المطهر من المآثم.