____________________
قوله (ما كان لنا) ما صح لنا معشر الأنبياء (أن نشرك بالله) أي شئ كان من ملك أو جنى أو إنسي فضلا عن أن نشرك به صنما لا يسمع ولا يبصر، ثم قال (ذلك) التوحيد (من فضل الله علينا وعلى الناس) أي على الرسل وعلى المرسل إليهم لأنهم نبهوهم عليه وأرشدوهم إليه (ولكن أكثر الناس) المبعوث إليهم (لا يشكرون) فضل الله فيشركون ولا يتنبهون. وقيل إن ذلك من فضل الله علينا، لأنه نصب لنا الأدلة التي ننظر فيها ونستدل بها، وقد نصب مثل تلك الأدلة لسائر الناس من غير تفاوت، ولكن أكثر الناس لا ينظرون ولا يستدلون اتباعا لأهوائهم فيبقون كافرين غير شاكرين (يا صاحبي السجن) يريد يا صاحبي في السجن، فأضافهما إلى السجن كما تقول يا سارق الليلة، فكما أن الليلة مسروق فيها غير مسروقة، فكذلك السجن مصحوب فيه غير مصحوب، وإنما المصحوب غيره وهو يوسف عليه السلام، ونحوه قولك لصاحبيك يا صاحبي الصدق، فتضيفهما إلى الصدق ولا تريد أنهما صحبا الصدق، ولكن كما تقول رجلا صدق، وسميتهما صاحبين لأنهما صحباك. ويجوز أن يريد يا ساكني السجن كقوله - أصحاب النار وأصحاب الجنة - (أأرباب متفرقون) يريد التفرق في العدد والتكاثر يقول:
أن تكون لكما أرباب شتى يستعبدكما هذا ويستعبدكم هذا (خير) لكما (أم) أن يكون لكما رب واحد قهار لا يغالب ولا يشارك في الربوبية، بل هو (القهار) الغالب، وهذا مثل ضربه لعبادة الله وحده ولعبادة الأصنام (ما تعبدون) حطاب لهما ولمن على دينهما من أهل مصر (الا أسماء) يعني انكم سميتم ما لا يستحق الإلهية آلهة ثم طفقتم تعبدونها، فكأنكم لا تعبدون الا أسماء فارغة لا مسميات تحتها، ومعنى (سميتموها) سميتم بها يقال سميتم يزيد وسميته زيدا (ما أنزل الله بها) اي بتسميتها (من سلطان) من حجة (ان الحكم) في أمر العبادة والدين (الا لله) ثم بين ما حكم به فقال (أمر الا تعبدوا الا إياه ذلك الدين القيم) الثابت الذي دلت عليه البراهين (اما أحدكما) يريد الشرابي (فيسقي ربه) سيده، وقرأ عكرمة فيسقى ريه: اي يسقى ما يروى به على البناء للمفعول، روى أنه قال للأول: ما رأيت من الكرمة وحسنها وهو الملك وحسن حالك عنده، واما القضبان الثلاثة فإنها ثلاثة أيام تمضي في السجن ثم تخرج وتعود إلى ما كنت عليه، وقال للثاني: ما رأيت من السلال ثلاثة أيام ثم تخرج فتقتل (قضي الأمر) قطع وتم ما (تستفتيان) فيه من أمركما وشأنكما. فان قلت: ما استفتيا في أمر واحد بل في أمرين مختلفين
أن تكون لكما أرباب شتى يستعبدكما هذا ويستعبدكم هذا (خير) لكما (أم) أن يكون لكما رب واحد قهار لا يغالب ولا يشارك في الربوبية، بل هو (القهار) الغالب، وهذا مثل ضربه لعبادة الله وحده ولعبادة الأصنام (ما تعبدون) حطاب لهما ولمن على دينهما من أهل مصر (الا أسماء) يعني انكم سميتم ما لا يستحق الإلهية آلهة ثم طفقتم تعبدونها، فكأنكم لا تعبدون الا أسماء فارغة لا مسميات تحتها، ومعنى (سميتموها) سميتم بها يقال سميتم يزيد وسميته زيدا (ما أنزل الله بها) اي بتسميتها (من سلطان) من حجة (ان الحكم) في أمر العبادة والدين (الا لله) ثم بين ما حكم به فقال (أمر الا تعبدوا الا إياه ذلك الدين القيم) الثابت الذي دلت عليه البراهين (اما أحدكما) يريد الشرابي (فيسقي ربه) سيده، وقرأ عكرمة فيسقى ريه: اي يسقى ما يروى به على البناء للمفعول، روى أنه قال للأول: ما رأيت من الكرمة وحسنها وهو الملك وحسن حالك عنده، واما القضبان الثلاثة فإنها ثلاثة أيام تمضي في السجن ثم تخرج وتعود إلى ما كنت عليه، وقال للثاني: ما رأيت من السلال ثلاثة أيام ثم تخرج فتقتل (قضي الأمر) قطع وتم ما (تستفتيان) فيه من أمركما وشأنكما. فان قلت: ما استفتيا في أمر واحد بل في أمرين مختلفين