الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٣٠٠
سورة يوسف مكية. وهى مائة وإحدى عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن
____________________
سورة يوسف مكية. وهى مائه وإحدى عشرة آية (بسم الله الرحمن الرحيم) (تلك) إشارة إلى آيات السورة، و (الكتاب المبين) السورة: أي تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة آيات السورة الظاهر أمرها في إعجاز العرب وتبكيتهم، أو التي تبين لمن تدبرها أنها من عند الله إلا من عند البشر، أو الواضحة التي لا تشتبه على العرب معانيها لنزولها بلسانهم، أو قد أبين فيها ما سألت عنه ليهود من قصة يوسف، فقد روى أن علماء اليهود قالوا لكبراء المشركين: سلوا محمدا لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر.
وعن قصة يوسف (أنزلناه) أنزلنا هذا الكتاب الذي فيه قصة يوسف في حال كونه (قرآنا عربيا) وسمى بعض القرآن قرآنا لأن القرآن اسم جنس يقع على كله وبعضه (لعلكم تعقلون) إرادة أن تفهموه وتحيطوا بمعانيه ولا يلتبس عليكم - ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته - (القصص) على وجهين: يكون مصدرا بمعنى الاقتصاص، تقول قص الحديث يقصه قصصا كقولك شله يشله شللا إذا طرده. ويكون فعلا بمعنى مفعول كالنفض والحسب، ونحوه النبأ والخبر في معنى المنبأ به والمخبر به. ويجوز أن يكون من تسمية المفعول بالمصدر كالخلق والصيد، وإن أريد المصدر فمعناه: نحن نقص عليك أحسن الاقتصاص (بما أوحينا إليك هذا القرآن) أي بإيحائنا إليك هذه السورة على أن يكون أحسن منصوبا نصب المصدر لإضافته إليه، ويكون المقصوص محذوفا لإن قوله - بما أوحينا إليك - هذا القرآن مغن عنه، ويجوز أن ينتصب هذا القرآن بنقص كأنه قيل: نحن نقص عليك أحسن الاقتصاص هذا القرآن بإيحائنا إليك، والمراد بأحسن الاقتصاص أنه اقتص على أبدع طريقة
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»