____________________
عهد عند رسول الله صلى عليه وسلم وهم أضداد وغرة صدورهم: يعنى محال أن يثبت لهؤلاء عهد فلا تطعموا في ذلك ولا تحدثوا به نفوسكم ولا تفكروا في قتلهم. ثم استدرك ذلك بقوله (إلا الذين عاهدتم) أي ولكن الذين عاهدتم منهم (عند المسجد الحرام) ولم يظهر منهم نكث كبنى كنانة وبنى ضمرة فتربصوا أمرهم ولا تقاتلوهم (فما استقاموا لكم) على العهد (فاستقيموا لهم) على مثله (إن الله يحب المتقين) يعنى أن التربص بهم من أعمال المتقين (كيف) تكرار لاستبعاد ثبات المشركين على العهد، وحذف الفعل لكونه معلوما كما قال:
وخبر تمانى أنما الموت بالقرى * فكيف وهاتا هضبة وقليب يريد فكيف مات: أي كيف يكون لهم عهد (و) حالهم أنهم (إن يظهروا عليكم) بعد ما سبق لهم من تأكيد الإيمان والمواثيق لم ينظروا في حلف ولا عهد ولم يبقوا عليكم (لا يرقبوا فيكم إلا) لا يراعوا حلفا، وقيل قرابة، وأنشد لحسان رضي الله عنه:
لعمرك إن إلك من قريش * كإل السقب من رأل النعام وقيل إلا إلها. وقرئ إيلا بمعناه، وقيل جبرئيل وجبرئل من ذلك، وقيل منه اشتق الإل بمعنى القرابة كما اشتقت الرحم من الرحمن، والوجه أن اشتقاق الإل بمعنى الحلف لأنهم إذا تماسحوا وتحالفوا رفعوا به أصواتهم وشهروه من الإل وهو الجؤار، وله أليل: أي أنين يرفع به صوته، ودعت إليها: إذا ولو لت، ثم قيل لكل عهد وميثاق إل، وسميت به القرابة لأن القرابة عقدت بين الرجلين ما لا يعقده الميثاق (يرضونكم) كلام مبتدأ في وصف حالهم من مخالفة الظاهر الباطن مقرر لاستبعاد الثبات منهم على العهد. وإباء القلوب: مخالفة ما فيها من الأضغان لما يجرونه على ألسنتهم من الكلام الجميل (وأكثرهم فاسقون) متمردون خلعاء لا مروءة تزعهم ولا شمائل مرضية تردعهم، كما يوجد ذلك في بعض الكفرة من التفادي عن الكذب والنكث والتعفف عما يثلم الغرض ويجر أحدوهة السوء (اشتروا) استبدلوا (بآيات الله) بالقرآن والإسلام (ثمنا قليلا) وهو اتباع الأهواء والشهوات (فصدوا عن سبيله) فعدلوا عنه أو صرفوا غيرهم، وقيل هم الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان وأطمعهم (هم
وخبر تمانى أنما الموت بالقرى * فكيف وهاتا هضبة وقليب يريد فكيف مات: أي كيف يكون لهم عهد (و) حالهم أنهم (إن يظهروا عليكم) بعد ما سبق لهم من تأكيد الإيمان والمواثيق لم ينظروا في حلف ولا عهد ولم يبقوا عليكم (لا يرقبوا فيكم إلا) لا يراعوا حلفا، وقيل قرابة، وأنشد لحسان رضي الله عنه:
لعمرك إن إلك من قريش * كإل السقب من رأل النعام وقيل إلا إلها. وقرئ إيلا بمعناه، وقيل جبرئيل وجبرئل من ذلك، وقيل منه اشتق الإل بمعنى القرابة كما اشتقت الرحم من الرحمن، والوجه أن اشتقاق الإل بمعنى الحلف لأنهم إذا تماسحوا وتحالفوا رفعوا به أصواتهم وشهروه من الإل وهو الجؤار، وله أليل: أي أنين يرفع به صوته، ودعت إليها: إذا ولو لت، ثم قيل لكل عهد وميثاق إل، وسميت به القرابة لأن القرابة عقدت بين الرجلين ما لا يعقده الميثاق (يرضونكم) كلام مبتدأ في وصف حالهم من مخالفة الظاهر الباطن مقرر لاستبعاد الثبات منهم على العهد. وإباء القلوب: مخالفة ما فيها من الأضغان لما يجرونه على ألسنتهم من الكلام الجميل (وأكثرهم فاسقون) متمردون خلعاء لا مروءة تزعهم ولا شمائل مرضية تردعهم، كما يوجد ذلك في بعض الكفرة من التفادي عن الكذب والنكث والتعفف عما يثلم الغرض ويجر أحدوهة السوء (اشتروا) استبدلوا (بآيات الله) بالقرآن والإسلام (ثمنا قليلا) وهو اتباع الأهواء والشهوات (فصدوا عن سبيله) فعدلوا عنه أو صرفوا غيرهم، وقيل هم الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان وأطمعهم (هم