____________________
في مواطن الحرب مستظهرين بذكره مستنصرين به داعين له على عدوكم: اللهم اخذلهم، اللهم اقطع دابرهم (لعلكم تفلحون) لعلكم تظفرون بمراد كم من النصرة والمثوبة، وفيه إشعار بأن على العبد أن لا يفتر عن ذكر ربه أشغل ما يكون قلبا وأكثر ما يكون هما، وأن تكون نفسه مجتمعة لذلك وإن كانت متوزعة عن غيره، وناهيك بما في خطب أمير المؤمنين عليه السلام في أيام صفين وفي مشاهده من البغاة والخوارج من البلاغة والبيان ولطائف المعاني وبليغات المواعظ والنصائح دليلا على أنهم كانوا لا يشغلهم عن ذكر الله شاغل وإن تفاقم الأمر (ولا تنازعوا) قرئ بتشديد التاء (فتفشلوا) منصوب بإضمار أن أو مجزوم لدخوله في حكم النهى، وتدل على التقديرين قراءة من قرأ وتذهب ريحكم بالتاء والنصب، وقراءة من قرأ ويذهب ريحكم بالياء والجزم. والريح الدولة شبهت في نفوذ أمرها وتمشيه بالريح وهبوبها، فقيل هبت رياح فلان: إذا دالت له الدولة ونفذ أمره، ومنه قوله:
يا صاحبي ألا لاحى بالوادي * إلا عبيد قعود بين أذواد أتنظران قليلا ريث غفلتهم * أم تعدوان فإن الريح للعادي وقيل لم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله تعالى وفي الحديث " نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور " حذرهم بالنهى عن التنازع واختلاف الرأي نحو ما وقع لهم بأحد لمخالفتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فشلهم وذهاب ريحهم (كالذين خرجوا من ديارهم) هم أهل مكة حين خرجوا لحماية العير، فأتاهم رسول أبي سفيان وهم بالجحفة أن. ارجعوا فقد سلمت عيركم، فأبى أبو جهل وقال حتى نقدم بدرا نشرب بها الخمور وتعزف علينا القيان ونطعم بها ن حضرنا من العرب، فلذلك بطرهم ورئاؤهم الناس بإطعامهم، فوافوها فسقوا كؤوس المنايا مكان الخمر، وناحت عليهم النوائح مكان القيان، فنهاهم أن يكونوا مثلهم بطرين طربين مرائين بأعمالهم، وأن يكونوا من أهل التقوى والكآبة والحزن من خشية الله عز وجل مخلصين أعمالهم لله (و) أذكر (إذ زين لهم الشيطان أعمالهم) التي عملوها في معاداة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسوس إليهم أنهم لا يغلبون ولا يطاقون، وأوهمهم أن اتباع خطوات الشيطان وطاعته مما يجيرهم. فلما تلاقى الفريقان نكص الشيطان وتبرأ منهم: أي بطل كيده حين نزلت جنود الله. وكذا عن الحسن رحمه الله: كان ذلك على سبيل الوسوسة ولمم يتمثل لهم. وقيل لما اجتمعت
يا صاحبي ألا لاحى بالوادي * إلا عبيد قعود بين أذواد أتنظران قليلا ريث غفلتهم * أم تعدوان فإن الريح للعادي وقيل لم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله تعالى وفي الحديث " نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور " حذرهم بالنهى عن التنازع واختلاف الرأي نحو ما وقع لهم بأحد لمخالفتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فشلهم وذهاب ريحهم (كالذين خرجوا من ديارهم) هم أهل مكة حين خرجوا لحماية العير، فأتاهم رسول أبي سفيان وهم بالجحفة أن. ارجعوا فقد سلمت عيركم، فأبى أبو جهل وقال حتى نقدم بدرا نشرب بها الخمور وتعزف علينا القيان ونطعم بها ن حضرنا من العرب، فلذلك بطرهم ورئاؤهم الناس بإطعامهم، فوافوها فسقوا كؤوس المنايا مكان الخمر، وناحت عليهم النوائح مكان القيان، فنهاهم أن يكونوا مثلهم بطرين طربين مرائين بأعمالهم، وأن يكونوا من أهل التقوى والكآبة والحزن من خشية الله عز وجل مخلصين أعمالهم لله (و) أذكر (إذ زين لهم الشيطان أعمالهم) التي عملوها في معاداة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسوس إليهم أنهم لا يغلبون ولا يطاقون، وأوهمهم أن اتباع خطوات الشيطان وطاعته مما يجيرهم. فلما تلاقى الفريقان نكص الشيطان وتبرأ منهم: أي بطل كيده حين نزلت جنود الله. وكذا عن الحسن رحمه الله: كان ذلك على سبيل الوسوسة ولمم يتمثل لهم. وقيل لما اجتمعت